قالت صحيفة الديلى تليجراف البريطانية إن الصين لقنت الولاياتالمتحدة محاضرة صارمة بشأن مسئوليتها المالية، بوصفها حجر الزاوية للاقتصاد فى العالم وإبقاء أزمة الميزانية الداخلية بعيدة عن الامتداد إلى كارثة مالية عالمية. فبينما اضطر الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى إلغاء مشاركته فى قمة المحيط الهادئ، فإن الحكومة الصينية طالبته باتخاذ تدابير ملموسة لضمان عدم تخلف الولاياتالمتحدة عن سداد ديونها. وقال شو جوانج ياو، نائب وزير المالية الصينى، فى مؤتمر صحفى بمقر الوزارة، إن حماية واشنطن ديونها من الإفلاس تمثل أهمية قصوى لاقتصادها واقتصاد العالم. وأضاف أن الحفاظ على هذه الديون "مسئولية الولاياتالمتحدة"، معربا عن أمله فى أن تعالج واشنطن التحديات التى تواجه اقتصادها وتسوى الخلافات بين مؤسسات الحكم بشأن سقف الدين الأمريكى. وأشار "شو" إلى أنه لم يعد هناك وقت طويل أمام الولاياتالمتحدة لحل هذه المشكلات، إذ أن آخر موعد لرفع سقف الدين العام الحالى هو 17 أكتوبر الجارى، معربا عن قلق بلاده حيال جمود الموقف المالى داخل واشنطن، ومطالبا بحماية الاستثمارات الصينية هناك. وتقول الصحيفة البريطانية إن تحذير الصين، التى تمثل قوة اقتصادية صاعدة، يأتى بينما تقترب الولاياتالمتحدة من انتهاء المهلة المقررة فى منتصف أكتوبر للتصويت داخل الكونجرس على رفع سقف الديون، أى المبلغ المالى القانونى الذى يمكن للبلاد اقتراضه. وتوضح أنه ما لم يتم رفع سقف الديون الأمريكية فإنها قد تتخلف عن القروض للمرة الأولى فى التاريخ، الأمر الذى قد يسفر عن صدمة للنظام المالى العالمى. وتكشف الصحيفة، أن مسئولين بوزارة الخزانة الأمريكية اعترفوا، من وراء الكواليس، بأن الإغلاق يمثل مصدر حرج متناميًا، مما يضعف مصداقية الولاياتالمتحدة عندما تحث كلا من الصين والاتحاد الأوروبى إلى إجراء إصلاحات مالية. وكانت الإدارة الأمريكية قد قررت إغلاق بعض الوكالات الحكومية بشكل جزئى بسبب عدم توصل الكونجرس إلى اتفاق بشأن ميزانية العام المالى الجديد، حيث يرفض مجلس النواب مشروع الرعاية الصحية "أوباما كير"، مؤكدا أنه يضر بالاقتصاد الأمريكى، وهو ما دفع مجلس الشيوخ لرفض تمرير الموازنة. وبسبب الإغلاق فإن 800 ألف عامل حكومى متوقفون عن العمل وربما لا يحصلون على مرتباتهم.