أكد الدكتور محمود هاشم عبد القادر أستاذ الكيمياء الضوئية بجامعة القاهرة، ورئيس الجامعة الألمانية بالقاهرة نجاح استخدام تكنولوجيا الضوء فى مكافحة وعلاج العديد من الأمراض، وفى مقدمتها تشخيص وعلاج الأورام الخبيثة بأنواعها المختلفة كبديل للعلاج الكيميائى بدون أى آثار جانبية ضارة. وقال عبد القادر – فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم /الاثنين/ "إن مشاكل مصر ودول أفريقيا الصحية والغذائية يمكن علاجها باستخدام تكنولوجيا الضوء، مشيرا إلى أن 8 براءات اختراع مسجلة باسمه مع الفريق البحثى الذى يعمل معه على مدار العشر سنوات الماضية تعتمد على استخدام تكنولوجيا الطاقة الضوئية، وهى جاهزة للتطبيق وتضع حلولا عاجلة ورخيصة للعديد من المشاكل الصحية والزراعية". وأضاف أن هناك براءتين مسجلتين عالميا فى 170 دولة، وتم تطبيق أحدهما للقضاء على الملاريا والفيلاريا وحمى الضنك فى كل من أوغندا وإثيوبيا والسودان، حيث أشادت وزارات الصحة فى هذه الدول بالنتائج المبهرة فى القضاء على يرقات الناموس المسبب لهذه الأمراض والبراءة الأخرى هى تطبيقات تكنولوجيا النانو فى معالجة الأنيميا (فقر الدم) بجرعة واحدة، وتحتاج هذه البراءة لتطبيقها صناعيا، حيث يعانى فى مصر حوالى 70% من الأطفال والحوامل من مرض الأنيميا. وأشار عبد القادر إلى أن 6 براءات اختراع الأخرى تم تجريبها حاليا بدراسات حقلية على مكافحة الآفات والحشرات الزراعية التى تقضى على الاقتصاد المصرى مثل دودة ورق القطن، وذبابة الفاكهة، والذبابة البيضاء والتى تعتبر من أخطر الحشرات على الاقتصاد الزراعى. ونوه إلى أن أكبر دار نشر بألمانيا "شبرنجر فرلاج" أصدرت مؤخرا أحدث كتاب طبى بحثى عن تشخيص وعلاج الأمراض الخبيثة بعنوان (العلاج الضوئى الديناميكى من النظرية إلى التطبيق)، والذى قام بتأليفه وتحريره بالاشتراك مع 28 عالما وطبيبا يعملون فى أكبر الجامعات والمؤسسات البحثية العالمية. وأوضح عبد القادر أن الإصدار الجديد يعد وثيقة علمية متميزة، حيث شارك فيه علماء وأطباء هم من أكبر أساتذة العالم وباحثيها فى هذا التخصص الجديد من كليات الطب بجامعة هارفارد، ومركز البحوث، ومستشفيات ماساشوتسى، والمعهد الفيدرالى بسويسرا، ومستشفى لوزان، ومركز علاج الليزر بالولايات المتحدة فى يوركشير، وجامعة أوسلو، ومستشفيات الإشعاع بالنرويج، وجامعات سالزبورج وانسبروك، وقسم جراحة الليزر وتكنولوجيا المخ والأعصاب بالنمسا، وجامعات كونستانس وبرلين وأولم، ومستشفى برلين للعلاج بالليزر بألمانيا، وجامعة بادوا بإيطاليا، ومستشفى أزيرا الإيطالية. وأهدى رئيس الجامعة الألمانية الدكتور محمود هاشم عبد القادر والعلماء والأطباء الدوليون أحدث أبحاثهم، والتى ضمها الكتاب، لشعب مصر، معربا عن أمله فى أن يتم تطبيق هذه التكنولوجيا فى مصر قريبا خاصة وأن هناك العديد من البحوث المشتركة بين الجامعة الألمانية بالقاهرة وكل من المعهد القومى لعلوم الليزر، والمعهد القومى للأورام بالقاهرة فى هذا الشأن. وقال عبد القادر "إن فكرة إعداد هذا الكتاب راودته منذ 20 عاما تقريبا بعد حصوله على نتائج باهرة بالمعهد القومى لعلوم الليزر بجامعة القاهرة على مكافحة البلهارسيا من المنبع بالقضاء على دورة الحياة باستخدام تكنولوجيا الضوء، لافتا إلى أن الحافز الأكبر عند تطبيق هذه التكنولوجيا كان لمكافحة الملاريا فى مستنقعات أفريقيا، حيث أشادت وزارات الصحة فى كل من أوغندا وإثيوبيا والسودان بالنتائج العظيمة التى طبقت، بالإضافة إلى تطور هذا العلم وتطبيقاته الطبية بسرعة فائقة". وأضاف أن الكتاب يشمل أحدث ما توصل إليه البحث العلمى والتطبيق فى تشخيص وعلاج الأمراض الخبيثة، والذى يطبق حاليا فى المستشفيات الأمريكية، ومستشفيات دول أوروبا، منوها إلى أنه سيبدأ فى صفحة الكتاب الأولى بإهداءه لمصر وشعبها العظيم على مدار القرون فهم أول من أسس واستخدم الضوء فى العلاج. وأوضح عبد القادر أن استخدام تكنولوجيا الضوء فى العلاج ترجع جذوره إلى أكثر من 5 ألاف عام حين استخدمه القدماء المصريين فى علاج العديد من الأمراض الجلدية، ثم تطور على يد أحد العلماء الألمان، وكان التحدى فى عام 1970 مع اكتشاف المستحدث الضوئى الذى يذوب فى الماء باعتباره أحدث وسيلة لتشخيص وعلاج الأمراض الخبيثة، حيث يعتمد على تفاعل ضوء الليزر مع مركبات تسمى المستحثات الضوئية التى تتراكم فقط داخل الخلايا السرطانية. وأشار إلى أنه فى وجود الأكسجين فى الخلايا السرطانية يتم حدوث التفاعل الضوئى الديناميكى، الذى يفتك بالخلايا والأنسجة السرطانية، وذلك عن طريق تكوين جزيئات الأكسجين الذرى النشط أو الشواطر الأيونية داخل الخلايا السرطانية فقط دون الخلايا السليمة.