الشارع هو المسرح الكبير الذى يحتضن موهبتهم، كل ما يحتاجونه "صب وسماعة دى جيه ومايك" ليقدموا لجمهور الشارع ألوان جديدة من الفنون، غريبة على الذوق الشرقى. تعرفوا عليها من عالم "الإنترنت"، كالبوبينج والبريك دانس والراب والبيت بوكس، وبالموهبة والممارسة أتقنوها، وأضفوا إليها طابعا خاصا ومميزا، مكن البعض منهم من تقديم عروض فى ساقية الصاوى وفى عدد من الكافيهات والمسابقات، بينما البعض الآخر لا يزال يبحث عن فرصة وفى انتظارها ليس أمامه سوى الشارع وساحات الجامعات وأرصفة مترو الأنفاق. " بوبينج دانس" هو اسم الفن الذى يقدمه الفتى "محمد عبد الله" الذى لم يتجاوز ال 18 من عمره بعد، ويندرج تحت مسمى كبير هو رقص "الهيب هوب" يشرح "محمد" طبيعته "يعتمد على الليونة فى الجسم، وقائم على الحركات الشبيهة بحركات الإنسان الآلى، وهو مجرد نوع من الأنواع الكثيرة للهيب هوب". لم يدرس "محمد" فى مدارس أجنبية ترعى موهبته لكنه تلقى تعليما صناعيا فى أحد المدارس الحكومية فى منطقة "عين شمس"، وسمع عن هذا الفن من صديق له يؤدى رقصة هيب هوب مختلفة هى "البريك دانس"، وتعلم منه أساسيات "البوبينج" قبل أن يطلق لجسده العنان لتصميم وتأدية حركات جديدة يطور بها رقصه، ولم يجد سوى الشارع ليرقص فيه ويجرب ما تعلمه "الناس لما بتشوفنى برقص فى المترو أو فى الشارع بيستغربوا فى البداية بس لما بيعجبهم رقصى بيشجعونى ويصقفوا وبعدين يكملوا طريقهم، ومحتاج فرصة تشهرنى وأقدم حفلات على المسرح للجمهور". أما "حسام الشوبكى" أحد أبناء منطقة "إمبابة" فيقدم فن ال "بيت بوكس" منذ 8 أشهر، اشترك خلالها فى عدد من المسابقات "شاركت فى مسابقة نظمتها شركة "ريد بول"، وقدمت فى "آرب جوت تالنت" والحكام اختارونى من أفضل 4 فى مصر لكن مقدرتش أسافر عشان امتحانات الثانوية العامة". رغم ذلك لا تزال أبواب الفرص مغلقة فى وجه الشوبكى صاحب ال 19 عاما ليحقق حلمه بأن يصير فى شهرة ومهارة "ايكلبس" فى فرنسا و "ريبس وان" فى ألمانيا وإلى أن يحقق هذا الحلم ليس أمامه سوى الشارع كبديل، متفاخرا بأنه يستطيع بفمه تقليد أغلب أصوات الآلات الموسيقية "بعمل أصوات آلات شرقى وغربى زى صوت الديجى والهيرمونيكا والساكسفون وغيرها من الآلات، فى البداية اتعلمت من الفيدوهات اللى على "اليوتيوب"، و"البيت بوكس" 30% موهبة وال 70% الآخرى تعتمد على الممارسة".