بالفيديو..القمامة تحاصر مدارس الجيزة قبل أيام من العام الدراسى..ومافيا الدروس الخصوصية تبدأ حملات استقطاب الطلاب و"أول حصة مجانا".. وأولياء الأمور يطالبون بتدخل وزير التربية والتعليم حفاظا على أبنائهم

أيام قليلة تفصلنا عن بدء العام الدراسى الجديد ولا تزال القمامة تحاصر عددا من مدارس محافظة الجيزة بصورة كبيرة حول الأسوار.. الروائح الكريهة تنبعث فى كل مكان حول المدارس التى سوف تستقبل التلاميذ بالأمراض المعدية والأوبئة، ناهيك عن مدارس أخرى تحيطها عربات الباعة الجائلين والدواب وغيرها من مظاهر بعيدة كل البعد عن الجمال والنظافة، بل وتهدد حياة التلاميذ.
تفقد "اليوم السابع" عددا من المدارس بمحافظة الجيزة، ورصد العديد من المخالفات داخلها تستوجب محاسبة القائمين عليها، ومن هذه المخالفات سوء حالة النظافة، وتفشى ظاهرة إعلانات مراكز الدروس الخصوصية.
بدأت الجولة بمدرسة إمبابة الثانوية الصناعية بنين، ليستقبلنا مقلب قمامة إلى جوار المدرسة يضم كمية كبيرة من مخلفات مبان مهدمة، ولفت أنظارنا سور المدرسة الذى اختفى أحد أبوابها الجانبية بملصقات لأحد مراكز الدروس الخصوصية، والأمر لا يختلف كثيرا فى مدرسة جواد حسنى التى تلتصق بالمدرسة السالف ذكرها والتى أحاطتها القمامة من جميع الجهات.
كما رصدت الجولة إعلانات لأحد مراكز الدروس الخصوصية على أسوار مدرسة توفيق الحكيم بالعجوزة، وأمام أبوابها الذى انتشرت تلال القمامة بطول السور الحديدى للبوابة، ويضع المركز على واجهته صور المعلمين الذين يقومون بالتدريس إلى جانب تخصصاتهم، ومن اللافت أن المركز يعمل ويمارس نشاطه دون أدنى مساءلة.
وفى مدرسة الوفاء الإعدادية بنين بمنطقة العجوزة خصص أحد الأشخاص مكان لسائقى التاكسى يتم فيه غسيل السيارات بالمياه أحيانا بل ويحصلون على هذه المياه أحيانا من داخل المدرسة، ناهيك عن حالة تعويم المكان بالمياه طوال العام مما يجعل التلاميذ يضطرون لعبور بحيرة المياه، وأحيانا تتسبب فى اتساخ ملابسهم فى أول اليوم الدراسى وتعلق أحذيتهم بالطين المبلل نتيجة هذا الموقف.
وأكد لنا أحد أولياء الأمور الذى يعانى كل عام من مشاكل الدروس الخصوصية أن أولاده بدت لهم ملامح الاستقطاب المبكر من قبل أصحاب المراكز الخاصة، وذلك عن طريق المحاضرة الأولى مجانا.
واستلهم بعض المعلمين بعض الطرق الأخرى للإعلان عن أنفسهم على طريقة إعلانات التليفزيون، حيث كتب أحد مدرسى اللغة العربية: "وداعاً لمشاكل النحو والبلاغة" على طريقة إعلان وداعا لمشاكل الضعف الجنس.. ووداعا للصلع، بينما وضع مدرس آخر لمادة التاريخ إعلانه على أحد الجدران، مستلهماً إياه من مسلسل عباس الأبيض مستعيرا عنوان كتاب بطل المسلسل "التاريخ كما يجب أن يكون".
وأخيرا أهالى تلاميذ هذه المدارس يستغيثون بالمسئولين للقضاء على هذه المظاهر غير الصحية حفاظا على صحة أبنائهم، وذلك قبل أن تلتهم هذه الأوبئة أبناءهم فى بداية العام الدراسى الجديد، مطالبين وزير التربية والتعليم بسرعة التدخل لعدم تفاقم هذه المشاكل.