سلطت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، الصادرة اليوم الاثنين، الضوء على تصاعد السخط العام ضد الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند، خلال الفترة الأخيرة، بسبب موقفه من الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا ودعمه لخطط واشنطن لضرب دمشق. واستدلت الصحيفة، فى تقريرها الذى بثته على موقعها الإلكترونى، على هذا الطرح بتناول نتائج أحد استطلاعات الرأى التى أجرتها صحيفة (لوفيجارو) الفرنسية، وأظهرت أن نحو ثلثى الشعب الفرنسى يعارض القيام بعمل عسكرى ضد سوريا، ويطالب هولاند بإجراء تصويت على هذا الأمر بالبرلمان على أمل عدم تمريره. وذكرت الصحيفة أن هولاند يواجه فى الحقيقة سيلا من الانتقادات اللاذعة من التيار اليمينى واليسارى على حد سواء فى بلاده، نظرا لأنه يتصرف باندفاع فى إلزام فرنسا بالمشاركة فى عمل عسكرى. وأضافت أن أشد هذه الانتقادات ربما تتمثل فى اتهام هولاند بالفشل فى الحفاظ على كرامة بلاده، فعقب الموافقة على الاشتراك فى ضرب سوريا، أجبر هولاند بلاده على الانتظار على الهامش، بينما يناقش الكونجرس الأمريكى لإعلان رأيه فى هذا الموضوع، وهو ما جعل منتقدى أولاند يشبهونه بخادم خانع للولايات المتحدة. وأوضحت أنه حتى المؤيدين لفكرة ضرب سوريا لم يمضوا بدون إبداء تساؤلات حول طريقة تعامل هولاند مع الأزمة، حيث قال الكاتب بول هنرى دو ليمبرت، إنه ما من أحد ينتقد هولاند لرغبته فى محاربة الهمجية، ولكن تبقى استراتيجيته فى ذلك ناقصة لشئ ما، واعتبر أن هولاند سلط الضوء على عجزه فى التعامل مع الأزمة، مؤكدا أنه لا يوجد أحد يتوقع أن تكون فرنسا هى الأقوى والأبرز فى هذه الأزمة. وحول مصالح فرنسا فى التدخل فى سوريا، قالت الصحيفة، إن باريس لديها أسباب عديدة لمراقبة ما يحدث فى سوريا، منها ضرورة حماية الجارة الصغرى لبنان، الذى كان يخضع سابقا للانتداب الفرنسى، بجانب تعرضها لضغوط من جانب بعض الحلفاء كالمملكة العربية السعودية من أجل اعتبار الصراع فى سوريا كحرب موسعة بالوكالة بسبب إيران. وأشارت إلى أن هولاند أعلن، بسبب الضغط الرامى إلى كسب المزيد من دعم الدول الأوروبية له، أن أى تحرك ضد سوريا يجب أن ينتظر إلى أن يتم الانتهاء من التقرير الذى يعده مفتشو الأممالمتحدة حول حقيقة الجهة التى استخدمت الأسلحة الكيماوية فى سوريا بالشهر الماضى.