عندما تسأل عم تركى الاكسسواريست الشهير ب"دونجل"- وهو اللقب الذى أطلقه عليه المخرج حسن الإمام- عن رشدى أباظة يصمت للحظة وكأنه يستدعى شريطا من الذكريات ويقول: "كان جدع ودمه حامى ولا يعجبه الحال المايل، وصاحب مزاج فى كل تفاصيل حياته" وتندهش عندما يؤكد لك أنه لم يكن يوما سعيدا.."فتش عن المرأة فى حياته؟" تلك هى المفاتيح التى أعطاها لنا عم تركى والذى كان مرافقا لرشدى منذ بداية رحلته الفنية، وعادة ما كان رشدى يسهر عنده مع شلته المقربة. والمفارقة أن صاحب الضحكة المجلجلة، والذى كان يعيش تعاسته الداخلية كان همه الوحيد إسعاد من حوله. عم تركى قابل رشدى أباظة لأول مرة بنادى "الكونتينتال" فى صالة كمال الأجسام، وأول ما لفت نظر أباظة لتركى هو شقاوته وتعرف الاثنان على بعضهما لتجمع بينهما صداقة قوية حيث لم يفارقا بعضهما أبدا. ويذكر عم تركى أنهما كانا شقييين جدا وكثيرا ما تعاركا، وأكثر خناقاتهما كانت بسبب "البنات"، وفى إحدى المرات ذهب رشدى ومعه أكثر من 20 بنتا صاحباته من مصر الجديدة إلى لوكيشن التصوير وكان سيتم الاستعانة بهن فى مشاهد مجاميع، وتعرضت البنات لمعاكسة من بعض العاملين بالاستوديو وتسبب ذلك فى "خناقة جامدة أوي، وكسرنا الترابيزات"، كما أنه فى إحدى المرات تعارك رشدى وشلته مع الأمير خالد بن سعود فى "مينا هاوس"، لأن الأمير "عاكس صاحبته سرينا" وكان الأمير يلتقط صورا فوتوغرافية لسيرينا وثار جنون رشدى وأخذ منه الكاميرا وأسقطها فى حمام السباحة وانتهى الأمر بذهابهما إلى قسم الشرطة. وحول حكاياته مع المنتجين والمخرجين الذين تعامل معهم يقول دونجل إن أباظة لم يكن يعترف بوجود المخرج وكان المنتجون يوافقون على كل شروطه، لدرجة أن هناك منتجا مشهورا عنه البخل أعطاه أجره دفعة واحدة وهو 6 آلاف جنيه، وطلب رشدى أن يصور جزءا كبيرا من مشاهد الفيلم فى منزله "علشان مزاجه كدة"، وكان رشدى يحذف ويضيف فى سيناريو أى فيلم "زى ما هو عايز"، خصوصا لو كان المخرج لا يرقى لمستوى المخرجين الكبار الذين تعامل معهم. دونجل نفى الإشاعة التى طاردت رشدى بأنه شاذ جنسيا، موضحا أن هناك بعض من ردد أنه "لامؤاخذة" وهذه إشاعة أطلقها عليه صحفى قريب الصلة بزبيدة ثروت بعد أن ارتبطت ابنته قسمت أباظة بعلاقة عاطفية مع زوج زبيدة رغما عن رشدى، فما كان من الصحفى إلا أن أطلق عليه هذه الإشاعة، وفور علم رشدى بها ذهب إلى الأمير خالد بن سعود صاحب المجلة التى يعمل بها الصحفى "وضربه بالجزمة وقاله: أنا كذا يا ابن كذا وكذا"، ونفى الأمير علمه بأمر الصحفى واعتذر لرشدى، وصارا من بعدها صديقين بعد أن أكد الأمير إليه أنه فقط يمول المجلة ولا يعرف شيئا عما ينشر بها. عم دونجل قال إنه على الرغم من أن رشدى قدم العديد من الأفلام السياسية إلا أنه لم يكن يكثر الحديث فى السياسة، ولكنه كان دائم التأكيد فى حواراته على عشقه لشخصية جمال عبدالناصر، وكان يقول عنه إنه رجل معجون بحب بلده وعنده كرامه، "يمكن لأن عبد الناصر كان دمه حامى زيه"، أما علاقته بالرئيس السادات كانت طيبة حيث كرمه مع عدد من زملائه فى آخر عيد فنانين حضره السادات بقاعة سيد درويش. ويضحك عم دونجل مضيفا "يومها كان الأستاذ رشدى عندى فى المنزل وقرر أن يذهب إلى الحفل بعد وصول موكب الرئيس السادات ويومها كان مرتديا جلباب أبيض" ورفض تغيره، وعندما شاهده الرئيس السادات يدخل عليه هكذا مازحه قائلا "مقولتليش ليه كنت جيت زيك بالجلبية". وعن عدم تكريمه فى أى من المهرجانات المصرية أو الاحتفاء به قال دونجل "الأستاذ كان يرفض التكريم، وكان بيشوف إن أعماله أهم، وحب الناس له أفضل من أى تكريم". "فى حضن نادية لطفى توفى رشدى أباظة " هذا ما أكده دونجل ونفى أنه كان يحب ماجدة الصباحى، وأنه كان يرتدى دبلة مكتوب عليها اسمها، وكان فقط يحترمها كأنثى، أما سعاد حسنى فكانت تحبه من أجل مصلحتها فقط، وكانت تستغل شهرته، بينما كان يعشق رشدى بشدة سامية جمال ويسرا، وكان يريد مساعدتها لدرجة أنها هربت من منزلها خوفا من والدها، وخبأها رشدى عندى 3 أيام، كما كان يحب نجلاء فتحى لكنها "خلعت من تحت ايده"، وسلكت طريقا آخر بعيدا عنه. وعن علاقاته النسائية الكثيرة وعشق الكثير من النساء له حتى الآن أكد دونجل أن رشدى أباظة كان يعرف كيف يتعامل مع "الستات" وكان "حنين" معاهم "ودى حاجة مش أى حد يعرف يعملها"، ويضيف ضاحكا عندما سألته فى إحدى المرات لماذا تحبك النساء بسرعة قال لى "بص يا دونجل، لما تشوف ست بصلها فى عينها على طول لو ابتسمت وبصت فى الأرض، اعزمها على العشاء مش هتقولك لأ". نوادره كثيرة وحكاياته أكثر ويكفى أنه ترك ذكريات طيبة مع أبسط الناس والفنيين الذين عملوا معه فى كل أفلامه من أصغر عامل وحتى المخرج، ولا أنسى أنه كان بعد انتهاء تصويره لأى فيلم يعزم كل طاقم العمل على العشاء فى المكان الذى يختارونه، وهو كان يفضل الأكل عند "الطوخى" أشهر فطاطرى فى باب الشعرية وقتها، كما كان يفضل أكل "الكباب والكفتة" و"الكمونية" التى كانت تعدها له زوجتى. لم يكن هناك كاتما لأسرار رشدى أباظة حيث لم يبح لأحد بأى من أسراره حتى سامية جمال أقرب الناس إليه، ورغم قسوة والدته عليه إلا أنه كان يخاف منها كثيراً، ووصلت درجة قسوتها إلى أنها وضعت التقرير الطبى الذى يفيد بأنه "خلاص ميت" أمامه ليراه بعينيه. معلومة * درس رشدى فى المرحلة الابتدائية فى "المدرسة المارونية" بحى الظاهر بالقاهرة، بينما حصل على شهادة التوجيهية "الثانوية العامة حاليا" من مدرسة "سان مارك" بالإسكندرية. * 5 لغات كان يجيدها رشدى أباظة هى الإيطالية والإنجليزية والفرنسية والألمانية والأسبانية.