أكد جمال سيد على الأمين العام المساعد بالحزب الوطنى بالدكة "المستقيل" أن عدداً كبيراً من شباب النوبة الذين يعيشون فيها لا يريدون العودة إلى النوبة القديمة فى الوقت الحالى، لأنهم لا يتوقعون أن يكون بها مصادر للرزق، ولا أى مظهر من مظاهر التنمية، وقال إن أغلب الشباب فى قرى ومراكز نصر النوبة لا يعرفون الزراعة وغير مؤهلين لتنمية تلك المناطق، ويحتاجون فى البداية إلى تنمية قدراتهم البشرية، خاصة وأن أغلبهم مهاجر للعمل فى دول الخليج وأوروبا، وعلى الرغم من أن لديهم إمكانات مالية قد تمكنهم من الاستثمار فى النوبة القديمة إلا أنهم لا يتمتعون بإمكانات تقنية ولا مهارات لتنمية تلك الاستثمارات. وقال إنه يكن كل الاحترام والتقدير لنشطاء النوبة الذين يطالبون بالعودة إلى النوبة القديمة، إلا أنه يختلف مع الحلول التى يطرحونها لمشكلات النوبيين لأنهم لا يعيشون فى النوبة، كما أنهم يتحدثون عن حنينهم للنوبة القديمة التى "لا نعرف عنها نحن شيئاً لأننا نشأنا وتربينا فى نصر النوبة، وعودتنا فى الظروف الحالية تعنى أن النوبيين سيتعرضون لتهجير جديد أشبه بالذى حدث لهم فى بدايات القرن العشرين". وقال إن الجيل الحالى من النوبيين الذين نشأوا وتربوا فيها هم فقط من لهم الحق فى تقرير مصيرهم وليس أى أحد آخر وأشار جمال سيد على إلى أن ما يحتاجه هؤلاء الشباب فى الوقت الحالى هو تنمية قرى نصر النوبة، ومواجهة الفساد الذى يرعاه الحزب الوطنى فيها، مشيراً إلى أن الحكومة لم تظلم النوبيين، وإنما جزء كبير من الظلم الواقع عليهم بسبب التنفيذيين، وأعضاء الحزب الوطنى من النوبيين أنفسهم فى نصر النوبة. ودعا إلى فتح ملفات الفساد ومن أبرزها السرقات التى تمت فى مشروع الإحلال والبناء الذى رصدت له الدولة ميزانية خاصة لإعادة بناء المنازل التى تتعرض للانهيار على نفقة الدولة، بينما لا تصل تلك الميزانيات إلى مستحقيها. وقال لا يتحدث أحد عن سكان النوبة المحرومين من مشاريع الصرف الصحى، والمدارس، والمواصلات، ولا عن الأراضى التى يتم الاستيلاء عليها برعاية الحزب الوطنى. وأعلن جمال سيد على عن مؤتمر يضم أغلب الشباب المستقلين من الحزب الوطنى فى الثالث عشر من أغسطس الحالى لفتح ملفات الفساد التى تورط فى أغلبها أعضاء الحزب الوطنى، مشيراً إلى أن تلك هى المشكلة التى يعانى منها النوبيون بالفعل، وهى العقبة الحقيقية أمام تمتع أبناء النوبة بحقوقهم .