أكد وزير الدولة لشئون الإعلام والاتصال الناطق الرسمى باسم الحكومة الأردنية د.محمد المومنى، أن موقف الأردن السياسى منذ البداية واضح وأنه يصر تماما على الوقوف مع الحل السياسى للأزمة السورية، قائلا "إن لنا مصلحة إستراتيجية عليا بجارة شمالية آمنة ومستقرة قادرة على إبقاء مشاكلها الأمنية داخل حدودها وكان هذا دائما الإطار الذى نعمل من خلاله". وأضاف المومنى، خلال لقاء تليفزيونى الليلة الماضية، إن هناك حديثا الآن عن ضربة عسكرية ضد سوريا وعلى جميع الدول أن تكون مستعدة لهذا الأمر، بما فى ذلك الأردن. وكان الرئيس الأمريكى باراك أوباما قد أعلن مؤخرا أنه يدرس شن "عمل محدود" ضد سوريا وذلك على خلفية استخدام النظام السورى الأسلحة الكيماوية ضد المدنيين العزل فى منطقة الغوطة مما أسفر عن مقتل المئات وإصابة العديد من بينهم أطفال ونساء، فيما قال وزير خارجيته جون كيرى أن العملية العسكرية المحتملة ضد سوريا المتهمة بشن هجمات كيميائية ستكون محددة الهدف دون مشاركة قوات على الأرض. وشدد على أن "الأردن لن يكون منطلقا لأى عمل عسكرى ضد سوريا، لأنه أمر يتعارض مع المصلحة الإستراتيجية للدولة الأردنية، ولكن هذا لا يعنى أن لا تكون مؤسسات الدولة على أعلى درجات الاستعداد، قائلا "هذه هى الرسالة الأولى التى نود أن نوصلها لجميع أطياف المجتمع الأردنى". وتابع "إن التخوفات نسمعها ونرصدها ونتحاور بشأنها، ونذكر أننا منذ أشهر طويلة كنا نتحدث عن جاهزيتنا العسكرية، وطلبنا أسلحة محددة أن تبقى عندنا، وأعلنا على الملأ بأننا قمنا بالتحضيرات وقمنا بالتدريب، لكى نتعامل مع أى تداعيات للأزمة السورية بما فى ذلك احتمالية الحديث عن الأسلحة الكيميائية، وبالتالى نحن على أعلى درجات الجاهزية وأن كافة مؤسساتنا على أعلى درجات الجاهزية، وكنا منذ البداية نتابع هذه الأزمة ونقرأها بدقة وموضوعية وعقلانية ونتحضر لأى شىء لقادم الأيام". وحول تدفق اللاجئين السوريين فى حال توجيه الغرب ضربة لسوريا، قال المومنى "إنه سوف يتم التعامل مع هذا الأمر بالتعاون مع المنظمات الدولية التى تقف هذه الأيام بالتشارك والتكامل مع المؤسسات الأردنية المختلفة". وأضاف "موقفنا منذ البداية أننا كدولة ملتزمة بالتعاون الإنسانى الدولى، وأننا لا نغلق حدودنا أمام المستغيث لأسباب إنسانية ولأسباب مرتبطة بالقانون الدولى وأيضا لأسباب قومية، وأن بلدنا كان ملجأ لكثير من العرب الذين فروا إليه وهو شىء نفخر به، لكن إذا تدفق اللاجئون فإن مؤسساتنا وبالتعاون مع المؤسسات الدولية المعنية ستتعامل مع هذا الأمر والتى تقوم بدور نشكرها عليه". وطالب وزير الدولة لشئون الإعلام الأردنى جميع وسائل الإعلام بضرورة تحرى الدقة والموضوعية والابتعاد عن التهويل ونشر الشائعات، التى تشوش على المواطن الأردنى خاصة فى هذه الأثناء.