" حينما قُصف مبنى الإذاعه المصرية، وتوقف بثها إبان العدوان الثلاثى على مصرعام 1956 خرجت الإذاعة السورية لتقول هنا القاهرة."إذا كنت من هواة مطالعة مواقع التواصل الإجتماعى على الإنترنت فستجد تلك المعلومة مكتوبة على صفحات الكثيرين، يضاف إلى ذلك معلومة أخرى بأن الجيشين المصريين الثانى والثالث، تم تسميتهما بذلك الترتيب الرقمى، لأن الجيش السورى هو الجيش الأول، معربين عن رفضهم لأى عدوان غربى على سوريا مهما كانت المبررات. لكن وبعد ذلك الزمن الطويل ماذا يمكن لمصر والعرب أن يقدموا فعلياً لسوريا؟ وماذا يجب أن تقدم سوريا لنفسها لتُمكن العرب من مساعدتها؟ بعد سقوط بن على فى تونس ومبارك فى مصر إنتشر الحراك الشعبى فى كل من البحرين واليمن وسوريا، فكانت إستراتيجية الدولة المصرية فى التعامل مع الموقف السورى تستند إلى المبادئ السبعة التالية، والتى ساهم الوزير نبيل العربى وزير الخارجية المصرى أنذاك والسفير علاء عبد العزيز سفير مصر فى سوريا بصياغتها: 1- رفض عسكرة الثورة 2- الحفاظ على وحدة سوريا أرضاً وشعباً 3- رفض أى تدخل عسكرى خارجى 4-السعى لانتقال آمن ومنضبط للسلطة فى سوريا 5-حل الأزمة فى الإطار العربى أو عبر الأممالمتحدة 6- التعامل الفعال مع التداعيات الإنسانية للأزمة 7- أهمية قصوى لرعاية مصالح المصريين فى سوريا، والتى تم عودة معظمهم إلى مصر لاحقاً ما من شك أن تلك المبادئ السبعة تغطى كافة جوانب الأزمة السورية، وتعتبر نموذجية كأرضية لإيجاد حل يراعى طموحات الشعب السورى ويحافظ على ما تبقى من كيان دولة القطر الشمالى " السورى" . لكن يبقى السؤال الجوهرى ماذا عن الإرادة والقدرة على التفعيل والتنفيذ؟ أم أننا أمام حبر على ورق؟ أحداث العام ونصف المنصرمة تقول بوضوح أننا أمام حبر على ورق. يشير الترتيب الزمنى للأحداث فى سوريا أننا كنا أمام ثورة شعبية سلمية تواجه تحد بناء نظام حكم ديموقراطى غير طائفى، تلى ذلك تدخل المُغرضين، ليتحول الأمر إلى صراع مسلح مذهبى، ليصبح التحدى الحفاظ على كيان الدولة قبل حتى البدأ فى بناء نظام حكم ديموقراطى، وتأتى اللحظة الراهنة بكل تعقيداتها والتى لا يجب أن نسمح فيها بضرب كيان الدولة السورية عبر تحالف غربى، ولنأخر حسابنا مع السفاح الطائفى بشار. الفعل مرهون بإرادة أضلاع مثلث السعودية وروسيا ومصر على أرضية ما طرحت من مساحة مشتركة. قد يكون من حسن الحظ أن التغييرات الداخلية على رأس السلطة فى مصر، وما تابعها من تقارب ما بين الدول الثلاث يعتبر خير محفز للبدأ فى إيجاد تلك الصيغة التوافقية المنقذة لمصالح الجميع، على أن يتضمن ذلك التغيير الناعم لرأس السلطة وبنيتها الأساسية من داخل دولاب الدولة السورية، للحفاظ على كلمة دولة.