فرض الحاكم العسكرى حظر التجول لمدة شهر، بسبب ما يمر به الوطن من أحداث وصراعات سياسية وأعمال عنف لا تتوقف أدت إلى سقوط العديد من الضحايا، ومع التطبيق الحاسم لفكرة حظر التجول من قبل القوات المسلحة وخلوا الشوارع من المارة، والبقاء فى منازلهم أعرب العديد منهم عن استيائهم لذلك، لكن الحظر كان له نتائج أخرى طيبة فقد اختفت الجرائم الجنائية والمشاجرات وحوادث السرقات، وسجل معدل ارتكاب الجرائم طبقا لمحاضر الشرطة أرقاما منخفضة، ووصلت لدرجة أنها أصبحت "صفر" فى العديد من المراكز والأقسام. ويرى اللواء رفعت عبد الحميد مساعد وزير الداخلية الأسبق، أنه مع ظهور حظر التجول انخفضت معدلات الجريمة تماما، مثلما حدث فى حرب اكتوبر 1973 حيث لم تسجل محاضر الشرطة جريمة سرقة واحدة على مستوى الجمهورية، لافتا إلى أنها لم تنخفض جرائم السرقات فقط وإنما قطع الطرق وجرائم الاغتصاب، وذلك بسبب الانتشارالأمنى ووجود القوات المسلحة والشرطة فى الشوارع بصفة مستمرة، حيث إن المجرم لا يرتكب جريمته طالما شاهد الأمن على قارعة الطريق، فمن المتعارف عليه فى علم الجريمة بأن المتهم "جبان" بطبيعته، ودائما يرجع للخلف عندما يرى أنياب القانون تمتد إليه. وأضاف عبد الحميد: إذا كانت الجريمة الجنائية انخفضت بفعل حظر التجول الذى تشهده البلاد، ففى المقابل ظهر نوع جديد وهو الإرهاب السياسى إلا أنها جرائم مؤقتة ومنقوصة وسوف تندثر جبرا مهما امتدت، وسوف تندثر جميع أنواع الإرهاب سواء المادى الملموس أو المعنوى من خلال إرهاب الإعلاميين ورجال القضاة، أو علماء الأزهر الشريف والكنيسة. وأشار عبد الحميد إلى أن الحصان الرابح فى حظر التجول والحرب على الإرهاب هو الشعب المصرى، مع العلم بأنه عندما أعلن الجيش المصرى الحرب على الإرهاب، فإنه أعلن الحرب على ذئاب فى شكل بشر، وتوقع عبد الحميد أن تظهر جرائم جديدة تطل برأسها على مصر بعد الثورة مثل انتحال صفة النساء فتجد رجال يرتدون النقاب فى المستقبل لتهريب السلاح، تقليدا لما فعله الإخوان من تهريب السلاح لرابعة العدوية متخفيين فى النقاب، بالإضافة إلى تغيير البعض لشكلهم وهيئتهم للهروب من العدالة مثلما فعل قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وهو عمل مجرم لتغييره هويته. وأكد اللواء فاروق المقرحى الخبير الأمنى، أن الجريمة انخفضت خلال الأيام الماضية مع ظهور حظر التجول لأن المجرم يخشى الحركة الأمنية بصفة عامة، بالإضافة إلى إصرار الداخلية على إلغاء ما يعرف باسم اللجان الشعبية، والتى كانت تأوى البلطجية والخارجين عن القانون والحالمون فى تقمص دور ضابط شرطة، والذين يرتكبون أبشع الجرائم، وهم من يطلق عليهم لصوص الليل. وقال اللواء حسام لاشين مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن فكرة حظر التجول جعلت الجريمة تنخفض، حيث إن جرائم السرقات تتم فى الأعم الأغلب بالليل، ويكون رجال القوات المسلحة منتشرون فى جميع الشوارع الأمر الذى يجعل من الصعوبة على اللص الوصول إلى المنازل، بالإضافة إلى إحجام الخارجين عن القانون عن قطع الطرق، كما انخفضت المشاجرات بين الأهالى بسبب عدم تواجدهم فى الشوارع بفعل حظر التجول.