"ناصر يا حرية، ناصر يا قومية، ناصر.. ناصر.. ناصر"، "أحلف بسماها وبترابها أحلف ما تغيب الشمس العربية طول ما أنا عايش فوق الدنيا"، "يا أهلاً بالمعارك يا بخت من يعارك بنارها نستبارك ونرجع منصورين، ملايين الشعب تدق الكعب تقول كلنا جاهزين"، "ابنك يقولك يا بطل هاتلى النهار.. ابنك يقولك يا بطل هات الانتصار". هكذا عبر الجيل السابق عن ثورة "يوليو"، التى مثلت له الأمل والطموح بمبادئها الاشتراكية وأفكارها التى لاقت صدى عند أدباء جيل الثورة والجيل التالى لهم، سواء اتفقوا أم اختلفوا معها، كما فتحت الثورة منابرها الصحفية والأدبية، فنجد احتفاء جريدة "المصرى" قبل إغلاقها بكتابات محمود أمين العالم وعبد العظيم أنيس وعبد الرحمن الشرقاوى ويوسف إدريس واتسعت صفحات الجمهورية للويس عوض ومحمد مندور وعبد الرحمن الخميسى. إذا كانت الثورة تعنى شيئاً لكتاب الأجيال التى واكبتها أو الأجيال التالية لها مباشرة، فماذا تعنى الثورة لكتاب الجيل الحالى؟ أكد الشاعر والقاص محمد خير، أننا أولاد وأحفاد الثورة وجيلنا فى معظمه ينتمى إلى أصول اجتماعية وطبقية استفادت من ثورة يوليو ولكننا كجيل انقطعنا تماماً عنها، فالثورة عمرها عشرات السنين والكلام عن أننا نعيش تبعاتها أمر مبالغ فيه. "مالناش فيها صوت".. هكذا يرى القاص هيثم خيرى ثورة يوليو وأضاف "لم يكتب أحد من جيلنا عنها، فهى لا تمثلنا على المستوى الإنسانى، خاصة فى ظل غياب السرديات الكبرى بشكل أساسى، فنحن جيل لم يعش الثورة ولم يحتك بها أو بمثقفيها بشكل مباشر وبمعنى آخر نحن جيل بلا هم سياسى ولا نعبر عنه فى الكتابة الإبداعية، فثورة يوليو وحرب أكتوبر مجرد تاريخ لا نستطيع التعبير عنه". اختزل الشاعر جرجس شكرى، الثورة فى الأغانى والأفلام وقال "ولدت بعد الثورة، لذلك فهى بالنسبة لى مجموعة من الأغانى الوطنية والأفلام التى اسمعها وأشاهدها، وهو ما تبقى من الثورة بالفعل"، وأتساءل "هل الثورة هى التى صنعت الأغانى؟ أم أن الأغانى هى التى صنعت الثورة؟"، وأضاف، جيلنا يعبر عما يعايشه ويمسه وأتصور أننا نعيش عصر أسوأ من عصر ما قبل الثورة يدفعنا بقوة للتعبير عنه إبداعيا". أما الكاتب محمد فتحى، رأى الثورة صفحة فى كتاب تاريخ مشكوك فى صحته لا نعرف هل هى ثورة بيضاء؟ أم ملطخة بالدماء؟، هل هى ثورة شعبية أم انقلاب عسكرى؟، هل جاءت لتحقيق أهدافها أم جاءت لتكمل الملكية بشكل جديد؟، وأضاف "الإعلام الرسمى نجح فى اختصار الثورة فى فيلم "رد قلبى"، الذى يعرضه التليفزيون كل عام، و"جمال عبد الناصر" دون الإشارة إلى باقى الضباط الأحرار الذين لا نعرف عنهم شيئاً، ربما صلاح سالم فقط، لأن هناك طريق باسمه، ولا أؤمن أن هذا الجيل قادر على كتابة شىء عن ثورة يوليو قبل 20 عاماً من الآن، لأنه غير منشغل بها حالياً.