سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عبدالرحمن عشق «الدلوعة».. لكن «الدلوعة» كان ليها رأى تانى.. غرّقته فى النيل.. وضاعت جثته لمدة 4 أيام أنكره صاحب المركب الذى كان يعمل عنده.. وأمه لا تجد من يعوضها عن ابنها
أخذته قدماه إلى ميدان عبدالمنعم رياض، وقف بجوار السور الحديدى للكورنيش يراقب المراكب.. جثا على ركبتيه وأدخل رأسه من بين فتحات السور، وقرر أن يكون بينهم، قفز السور وهبط إلى أسفل وأغواه عم عبده صاحب مراكب «الدلوعة وبكار وغيرها» للعمل معه، وعده بالمبيت فى المركب ويومية ثابتة، فوافق عبدالرحمن واستمر فى عمله أكثر من شهر ناسيا أسرته. كان الثانى بين أربع أخوات، ووالد بسيط يعمل بمحل ملابس بوسط البلد تركهم وهو يرتدى تى شيرت أسمر وبنطالا جينز وتميمة فى عنقه. جابت أمه شوارع القاهرة بحثا عنه، ثم جلست تستريح بجوار النهر حتى وقعت عيناها عليه، فهرولت إليه واحتضنته: «كده يا عبده تسيب البيت؟» فضحك بوجهه «المكلبظ» وقرر العودة معها، على أن تتركه يعمل فى المركب. ابتسامته لا تفارقه وهو يمد يده ليمسك بأطفالك وهو يهبط بهم السلم المكسور المؤدى إلى المركب، يختار لك مكانا للجلوس ومن آنٍ لآخر يأتيك ليسألك: «محتاج حاجة؟». رفض عبدالرحمن العلاقات غير المشروعة بين البنات وعمال المراكب والشباب الشاذ والمخدرات والسهرات «المغمسة»، وأحب صفاء النيل ووضوح الشمس، فقرر فى النهاية أن يحتفظ بطفولته ونقائه ويترك العمل على المركب ويعود من آن لآخر للنزهة فقط. لكن صاحب المركب لم يتركه، اتصل به وألح عليه فى العودة، فعاد وذهبت أمه معه، وفرحا معا حين ركب الدلوعة أمام عينيها، لكن المركب القديمة لم تكن مخلصة معه، خانته فسقط فى الماء واختفى، بذلت شرطة المسطحات المائية ما فى وسعها لإخراجه لكنه عانق النيل بشغف وارتوى بمياهه أربعة أيام بلياليها، حتى أخرجوه من منطقة باسوس بالقليوبية بعد أن جرفته مياهه إلى هناك. يتمزق قلبك عندما تسمع أمه وهى تخبرك بوفاته وتفاصيل إنكار صاحب «الدلوعة» له وكيف بدلها بمركب «بكار» المطابقة للمواصفات بعكس الدلوعة التى يختل اتزانها وغير مصرح لها بالسير فى النيل لأكثر من 50 مترا، وتسببت فى غرق ثلاثة غيره فى نفس اليوم.