اعتبر البطريرك المارونى بشارة الراعى أن مصير المنطقة مرتبط بمصير المسيحيين والمسلمين لأن التوتر والحروب يدفع ثمنها المسلمون والمسيحيون. وأوضح الراعى، خلال لقائه اليوم الاثنين فى مقره الصيفى بالديمان بشمال لبنان وفودا زائرة من أفريقيا وأوروبا، أن المشكلة فى الشرق الأوسط تكمن فى إثارة صراع كبير بين السنة والشيعة وكل الأحداث ما عدا فى مصر هى حرب سنية شيعية ولبنان يحصد النتائج السلبية، لافتا إلى أن أزمة لبنان حاليا سببها هذا الخلاف وما يعرف ب 14 و8 آذار وهو يعطل كل شيء ويرتبط بأحداث سوريا وبماذا تقول السعودية للسنة وإيران للشيعة. ودعا المسيحيين والموارنة خصوصا لأداء دور الحل وإقامة العلاقات الجيدة مع جميع الفرقاء وليس بالتبعية لهم، مشيرا إلى أنه يعمل على هذه المسألة حاليا مع القادة المسيحيين والموارنة للوصول إلى وثيقة حل. وشدد على السعى والعمل للحفاظ على وجود المسيحيين مهما كلف الأمر هم يعيشون مع المسلمين فى هذه المنطقة وتبادلوا القيم والحضارة الروحية والأخلاقية متهما السياسات الغربية بأنها تدعم الأصوليات بالمال والسلاح والسياسة للوصول إلى الحكم وكأن هذه السياسات تحاول تخريب كل الاعتدال الذى بناه المسلمون والمسيحيون فى الشرق الأوسط. وحذر من أنه إذا تابعت الدول الغربية دعمها للأصوليات فإنها سترغم المسلمين على الانتقال إلى الأصولية. وعن مدى تجاوب القادة المسيحيين والموارنة مع دعوته، أبدى الراعى أسفه لأن السياسيين يفتشون عن مصلحتهم أولا كاشفا عن أموال كثيرة تدفع ومغريات ووعود، لافتا إلى أن الكنيسة تعمل معهم بحكمة وروية لبلوغ نوع جديد من التفكير. وشدد على أن الكنيسة لا تتدخل فى الخيارات السياسية بل تتدخل للحفاظ على الثوابت والمبادئ والخير العام وتحاسب السياسيين ليس على خياراتهم بل إذا كانوا أمناء للثوابت والمبادئ وإذا كان العمل السياسى يخدم الخير العام فعلى المواطنين تقويم نتيجة هذا العمل.