سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
خبراء يعلقون على تناول قناتى "الجزيرة" و"العربية" على ثورة مصر: كلاهما يعكسا وجهة نظر الممول.. وتخلوا عن الموضوعية والمهنية فى تناولهم للأحداث فى مصر.. وفقدا مصداقيتهما عند المشاهد العربى
أشعلت خطوة عزل الرئيس المصرى محمد مرسى حربا إعلامية بين أبرز قناتين عربيتين متنافستين، هما العربية والجزيرة، اللتين وضعتا الموضوعية جانبا لتعكسا سياسات الجهات التى تمولهما، وتبلورت الاختلافات بين القناتين مع بداية انتفاضات الربيع العربى فى 2011 حيث سارعت الجزيرة والعربية إلى نقل الأحداث المتسارعة من خلال وجهات نظر متقاربة إلى حد بعيد مع المواقف الرسمية القطرية والسعودية. وقال عبد الله الشمرى الباحث فى العلاقات الدولية: "منذ الربيع العربى لم يعد هناك شىء وسطى فى الإعلام، إما مع أو ضد، والمؤلم أن الحالة تطورت إلى ظهور شىء من الاستقطاب". ويضيف "القناتان تراعيان رأى الممول أكثر من الرأى المهنى والموضوعى والإعلامي"، مشيرا إلى أن "كلتاهما فقدتا مصداقيتهما فى نقل أحداث مصر التى صارت تمثل رأيا سياسيا، مما دفع الكثير من المشاهدين العرب لمتابعة قنوات أخرى ناطقة باللغة العربية مثل فرانس 24 وسكاى نيوز العربية. ويتابع الشمرى "أن القناتين باتتا تختاران المحللين الذين سيظهرون على شاشاتهما بعناية لينقلوا وجهة نظر المحطة لا أكثر، أصبحنا نقول رأيا سياسيا وننقل رسالة بدلا من قول رأينا كمحللين". وبينما أتاحت الجزيرة للذين اعتبروا قرار الجيش المصرى عزل مرسى "انقلابا على الشرعية" التحدث بشكل واسع، رحبت العربية بتدخل الجيش وأطلقت شعار "الثورة الثانية"، وان موقف العربية يأتى "انعكاسا واضحا" لسياسة السعودية التى كان عاهلها الملك عبد الله أول من قدم التهنئة للرئيس المؤقت عدلى منصور حتى قبل أن يؤدى اليمين الدستورية، أما الجزيرة "فقد أظهرت موقفا معاديا إزاء أحداث 30 يونيو أكثر مما أبدته قطر التى تبدو كأنها قبلت سقوط مرسى بشكل أو بأخر"، على حد قوله. وعندما لقى 42 شخصا من أنصار مرسى مصرعهم خارج مقر الحرس الجمهورى فى القاهرة فى الثامن من الشهر الحالى ركزت العربية على رواية الجيش للحادثة. وفى ذلك الحين، كانت الجزيرة تبث مشاهد من مستشفى ميدانى تظهر القتلى والجرحى وبقع الدماء على الأرض، كما غطت بشكل مباشر مؤتمرا صحافيا للإخوان فى موقع الحادث، وبالتوازى، قدم عدد من الموظفين فى القناة استقالاتهم بسبب خلافات حول تحرير الأخبار، أو بموجب ضغوط اثر تهديدات تلقوها، وكتب مدير قناة الجزيرة مباشر أيمن جاب الله فى صحيفة تلغراف البريطانية فى 13 الحالى أن "طاقمنا تلقى تهديدات بالموت ووزعت مناشير عليها بقع دماء خارج مكتبنا كما تعرضنا للطرد بشكل جنونى من قبل زملاء خلال مؤتمر صحافى للجيش". ويقول الأكاديمى الكويتى سعد العجمى أن الجزيرة والعربية أخذتا اتجاهين متضادين فى تغطية الأحداث، وأعتقد أنهما غطتا الأحداث، لكن الفروقات تكمن فى انتقاء المفردات التى تعكس بحد ذاتها مدلولات للموقف أو التوجه السياسى"، مضيفا "لقد غطتا تظاهرات كلا الطرفين، لكن الصور تعكس نوعا من التوجه نحو إبراز تظاهرات ومنحها حجماً أكبر من التظاهرات المضادة، من خلال زوايا الصور، أما المشاهدون، فقد انتقدوا القناتين على تغطيتهما".