يصدر قريباً عن دار ليلى للنشر ضمن إصدارات الصيف، كتابان للدكتور أحمد خالد توفيق، الأول بعنوان "الآن أفهم" وهو مجموعة قصصية وهى مزيج من الرعب والإثارة والخيال العلمى، أما الكتاب الثانى بعنوان "زغازيغ"، وهو عبارة عن مجموعة من القصص الساخرة، ومنها: ومن جديد دوى صوت صديقة ابنتى: "عمو.. ما معنى (آى آم جاى)؟" _ "هه؟" "لقد قالوها ثانية.. " فكرت لربع ثانية، ثم قلت على الفور: "معناها أنه مصاب بصداع.. نعم.. البطل لم يضربه لأنه مصاب بصداع..".. هنا قال واحد جالس خلفى فى السينما بلهجة معلم الأجيال الذى لا يطيق أن يسمع أحدًا يهذى بما لا يعلم: "لا مؤاخذة يا أستاذ.. (جاى) ليس معناها أنه مصاب بصداع.. بل معناها....." استدرت له موشكًا على لكم فمه، وقلت بغلظة: "بل هى كذلك.. ولتعن بشئونك الخاصة من فضلك".. هنا قالت ابنتى بصوتها الرفيع العالى: "ما معناها إذن؟.. هذا الرجل الجالس خلفنا يقول إنها لا تعنى الصداع" "سوف أشرح لك فيما بعد.. تابعى الفيلم.. تابعن الفيلم يا بنات وإلا هشمت رءوسكن.. لن تتأثر حبكة الفيلم أو يفسد لو عرفتن معنى كل كلمة.." "ولكن.." "ش ش ش ش!!.. لو سمعت كلمة أخرى لغادرت السينما.." هكذا ظللن يشاهدن الفيلم فى تعاسة شاعرات أن الكلمة التى لم يفهمنها هى ذروة الفيلم وحلاوته وأجمل ما قيل فيه. أما أنا فتمنيت لو أحضرت الأخ كاتب السيناريو من عنقه لأسدد له بعض اللكمات.. ألم تقل يا أخ إن الفيلم كوميدى ومناسب للأطفال؟.. إذن لماذا تحشر فيه هذه الألفاظ؟.. سوف أحطم رأسه حتى لو قال لى (آى آم جاى) ألف مرة.. انتهى الفيلم فخرجنا.. كان رأسى ينبض كالطبل، وأصاب ضوء الشارع شبكيتى بشلل تام. تحسست رأسى وقلت لابنتى: "صداع عنيف فعلا ً" هنا رأيتها تفكر قليلاً.. تستعمل الضمائر كما تعلمتها فى المدرسة وتحاول تكوين جملة جديدة. ثم صاحت فى مرح بصوت سمعه كل الخارجين من السينما: "بابا.. أنت عندك صداع.. إذن.. يو آر جاى!" وانتظرت أن أهلل انبهارًا بعبقريتها. طبعًا لن أحكى عما حدث بعد هذا لأن لك خيالاً واسعًا، لكنى أقولها بوضوح: أنا لا أصلح أن أكون أبًا متفهمًا حنونًا كما كنت أعتقد فى نفسى، يبدو لى أن سياسة ضرب الأطفال مفيدة وتؤتى أكلها فى أحيان كثيرة.