رغم الإشارات السياسية والإعلامية حول تغييرات فى منطقة الشرق الأوسط وإمكانية تحقيق السلم والاستقرار فى المنطقة وترافق ذلك مع تحقيق بعض الانفراجات الإقليمية والدولية إثر الانتخابات الأمريكية، فقد استعرضت جبهة الخلاص الوطنى فى سوريا مجمل الأوضاع الإقليمية والاحتمالات المتوقعة وتوصلت إلى ما يلى: أولاً:– فى الوقت الذى أعلن فيه الرئيس الأمريكى باراك أوباما دعمه القوى لإقامة دولة فلسطينية جرت الانتخابات الإسرائيلية وأسفرت عن نجاح اليمين المتشدد، ويؤكد ذلك النجاح بصورة واضحة على استمرار إسرائيل فى سياساتها العدوانية ورفضها القبول بقرارات الشرعية الدولية والمساعى الهادفة لتحقيق السلام الذى يمكن الشعب الفلسطينى ممارسة حقوقه الوطنية بما فى ذلك بناء دولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشريف وتطبيق القرار 194 الذى يعطى الفلسطينيين حق العودة، كما أنها مستمرة فى رفض الانسحاب من الأراضى السورية واللبنانية التى احتلت فى حزيران عام 1967م. ثانياً:– لم تنجح الجهود العربية فى تحقيق المصالحة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، ويشكل ذلك مؤشرًا على أن القوى الإقليمية التى توظف القضية الفلسطينية فى خدمة مصالحها لا تزال فاعلةً ومستمرة فى مواقفها. ثانياً:- إن استمرار تفكك الوحدة الوطنية الفلسطينية يخدم إسرائيل في سياستها العدوانية والتوسعية وتستخدم الانقسام الفلسطينى مبرراً لسياستها. ثالثاً:– رغم الانتخابات النيابية التى جرت فى لبنان وكانت الأفضل فى تاريخ الانتخابات اللبنانية باعتراف الجميع لبنانيين وعرب والدول الأجنبية، إلا أن العوامل الإقليمية تلعب دوراً معطلاً يقوم به التحالف القائم بين النظامين السورى والإيرانى بهدف إبقاء الوضع فى حالة توتر فى لبنان يمكن استخدامه فى الوقت الذى تتطلبه مصالح التحالف الثنائى، والذى يستخدم حلفاءه فى لبنان. إن ربط تشكيل حكومة الوحدة الوطنية بتحقيق مطالب النظامين السورى والإيرانى يعنى حرمان الشعب اللبنانى من ممارسة حقوقه الوطنية والديمقراطية وإبقاء الوضع فى لبنان فى حالة من التوتر إن استخدام القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية أوراقاً فى المساومات مع الدول الأخرى أمر بالغ الخطورة. رابعاً:– رغم التقدم الأمنى والسياسى الذى حدث فى العراق، إلا أن عوامل الفتنة قائمة فى هذا البلد الشقيق، كما أن العراق لا يزال ساحة لضمان المصالح الإقليمية والدولية لبعض القوى ذات المصالح فى العراق وفى المنطقة. خامساً:– راهن الكثيرون فى الساحتين الدولية والإقليمية على الانتخابات الرئاسية فى إيران أملاً فى إجراء تغييرات أساسية فى بنية النظام القائم فى إيران وفى سياساته. صحيح أن الانتخابات كشفت الأزمة الداخلية فى إيران عبر هامش الحرية الذى يتمتع به الإيرانيون منذ نجاح الثورة الإسلامية فى إيران غير أن لجوء القيادة الإيرانية إلى استخدام القوة أدى إلى خلق وضع جديد فى إيران ينهى هامش الحرية ويجعل القوة الأمنية الأداة فى ضبط الوضع الداخلى بعد أن كان يتم ذلك عبر الاحتواء؛ وبالتالى فقد بدأت مرحلة جديدة فى إيران ستكون خلالها القيادة الإيرانية أكثر تشدداً في علاقاتها الإقليمية والدولية وفى ملفها النووى، مما سيجعل الأوضاع فى المنطقة أكثر تعقيداً ومفتوحاً على كل الاحتمالات. سادساً:– فى الوقت الذى يحاول النظام السورى خداع الرأى العام الدولى والعربى عبر إبلاغهم مواقف غير جدية فى القضايا الإقليمية والدولية مستمراً فى تدخله بدول الجوار وفى دعمه للإرهاب يوظف هذا النظام مظاهر الانفتاح فى زيادة قمعه للحريات واضطهاد السوريين وترسيخ نظامه الفردى القائم على القمع ومصادرة الحريات واستخدام أجهزة الأمن تحت مظلة حالة الطوارئ. إن جبهة الخلاص الوطنى تدعو جماهير الشعب السورى إلى مزيد من التلاحم الوطنى لتحقيق الخلاص من الاستبداد والظلم والقهر والفساد و العمل على بناء دولة ديمقراطية مدنية.