حسنا فعل المستشار عدلى منصور، رئيس الجمهورية المؤقت باختيار الدكتور محمد البرادعى نائبا له للعلاقات الدولية، فمصر بعد ثورتها الشعبية على حكم الدكتور محمد مرسى، تحتاج إلى شخصية لها احترام وقبول دولى تكون هى الواجهة لها خارجيا، لمحاولة تصحيح الصورة المزيفة التى صدرها آل الحداد عما حدث فى مصر بعد 30 يونيو، وتصوير الأمر على أنه انقلاب عسكرى، فى محاولة لاستجداء تعاطف الولاياتالمتحدةالأمريكية لحكم الإخوان ومعاداة الشعب المصرى. الدكتور البرادعى أمامه مهمة غاية فى الصعوبة لاسترجاع مكانة مصر الدولية، وهى المكانة التى وصلت إلى درجة الحضيض طيلة العام الماضى، فمرسى ترك مصر فى عداء مع غالبية الدول العربية تقريبا، وفى حالة شد وجذب مع الاتحاد الأوروبى، وبينها وبين دول حوض النيل عداء شديد.. لذلك فإن البرادعى عليه مهمة إعادة مصر لحضنها العربى، ويعيد استراتيجية مصر الخارجية بالتعاون مع دبلوماسى وزارة الخارجية الأكفاء ممن لديهم القدرة على إعادة صياغة علاقات مصر العربية والأفريقية والأوروبية إذا أتيحت لهم الفرصة بعيدا عن وصاية حزب أو جماعة، أو حتى وزير يخضع لأوامر من يقبع فى القصر دون مناقشة أو حساب لمصالح مصر. أمام نائب الرئيس الجديد شخصيات دبلوماسية قادرة على العمل معه لصالح مصر، وأعتقد أن بخبرته الدبلوماسية قادر على اختيار من يراه كفء لهذه المرحلة والاعتماد على شباب الدبلوماسيين ممن تزخر بهم وزارة الخارجية، ولم يتم الاستفادة من قدراتهم طيلة السنوات الماضية خاصة بعد ثورة 25 يناير، لا لشىء إلا لأن هناك من كان يريد تمكين جماعة الإخوان المسلمين من عصب الوزارة، وبالتالى عمل على إهدار كلل الطاقات الكامنة بداخلها. الدكتور البرادعى مسئول من الآن وهو دبلوماسى سابق عن صياغة علاقات مصر الخارجية بالشكل الذى يحفظ لها مكانتها، وعليه أن يحسن اختيار مساعديه من الدبلوماسيين الأكفاء، ولا يرتكن إلى من يريد الاعتماد على شخصيات حزبية أو أكاديمية فى هذا المجال، لأننا جربنا ذلك مع الدكتور عصام الحداد الذى أضاع هيبة مصر خارجية، لأنه لم يؤمن بالمثل القائل "أعطى العيش لخبازه".