اخفضى من صوتك ، فأنا لا أجيد الحب فى الضوضاء !! الحب يولد فى الهدوء ، ويترعرع فى الصمت !! لا تكثرى من الكلام حتى لاتفسدى ما بيننا من وئام ، وتحولى مجلسنا إلى قعدة ثرثرة!! أعلم أنى بهذا أسلبك شيئا من تكوينك ، فلا تغضبى ، وإلا انفض الحب، فالحب يا سيدتى لا يحتاج الى أن يبرز كل منا بطاقته الشخصية كى يدلى ببياناته، للحب بيانات خاصة !! ففى الحب الصمت معناه الكلام ، فالعشاق يتخاطبون بلغة غير لغة العامة من البشر فالعيون هى اللاسلكى الذى يتلاغى به العشاق!! فمثلا تسبيلة العيون ، معناها فى قاموس العشق ... " حبك مدوبنى " !! وحملقة العيون مع ضغط على الأسنان معناها ... " آه منك يا مغلبنى " !! أما النظرة المصحوبة بابتسامة فمعناها فى القاموس ... " إنت ياواد عاجبنى " !! أما إذا حدث ، لا قدر الله وأشاحت المحبوبة بوجهها عن وجه محبوبها ، ولوت بوزها وأعطته الطناش فهذا معناه فى القاموس ...... " إضرب راس إللى خلفوك فى الحيط ، مش هأسأل فيك حتى لو بعت الغيط " !! *** ولغة الحب يا سيدتى لغة سامية لاتعرف الحوط والمكر، وكما يقولون فى وصف الصرحاء من البشر ( إللى فى قلبه على لسانه ) أيضا الذى فى قلوب العشاق تشهد به وجوههم وجفونهم المتهدله من كثرة السهر ليس طبعا من كثرة التفكير في خلو الشقة أو الشبكة أوالعفش أوالمهر أو حتى فى تكاليف الفرح، وهل سيقام فى فندق خمسة أنجم أم بجوارعشة الفراخ فوق السطوح ، وهل سيكون على أنغام المزمار أم على أنغام الكيك كاك وصياح الفراخ ، فالحب لايعرف الشكليات ؟! وإذا كانت لغة العشاق لغة لا تعرف البوح ، فليس معنى ذلك أن العشاق ينجحون على طول الخط فى إخفاء الحب، والاحتفاظ به بعيدا عن العيون فللحب رائحة فواحة ... فضاحة ... فتانة !! *** وهناك فرق بين لغة العشاق ولغة البشر، فالبشر يتلاغون بالأرانب والأساتك والبكاوى ، والطبقة الوسطى منهم تتلاغى بالزيت والسكر والدقيق ، أما الطبقة المطحونه فتتلاغى ب " لله يامحسنين "!! والمرأة التى تتحدث كثيرا فى الحب هى امرأة ليست محبه وإنما تمارس طبيعتها الإنثويه فى الثرثره . لأن للحب كلمة واحدة مكونة من حرفين ( ح ، ب ) تعزف على وتر واحد وذات معان محسوسة ، فالبعض يحسها تخطف قلبه والبعض يحسها تكهرب له أسلاك مخه ، والبعض لا يحسها بالمره ، والسبب بسيط هو أن المحبوبه لم تملأ له كرشه الواسع .