تخصص 50 فرصة عمل لطلاب جامعه سوهاج    جدول امتحانات الصف الثاني الثانوي 2025 بالمنيا.. التفاصيل الكاملة لجميع الشعب والمواعيد الرسمية    "الإدارة المركزية" ومديرية العمل ينظمان احتفالية بمناسبة اليوم العالمي للسلامة والصحة المهنية    "القومي للمرأة" يستقبل وفدا من كلية الشرطة الرواندية وكبار الضباط الأفارقة    البحوث الزراعية يستعد لعقد مؤتمر الابتكار وريادة الأعمال    وزير الإسكان: إزالة التعديات الواقعة على مساحة 507 أفدنة بمدينتي بنى سويف والفشن الجديدتين    "بدوي": تكوين ذراع فنى لشركة ثروة للبترول لاكتشاف فرص استثمارية جديدة    GAC الصينية تعلن ضخ استثمارات بقيمة 300 مليون دولار لإنشاء مصنع سيارات في مصر    ما حقيقة الفيروس الخطير الذي أصاب مزارع الدواجن؟ «منتجي الدواجن» يكشف (فيديو)    البنك المركزي المصري يستأنف إصدار تقرير السياسة النقدية ربع السنوي    إزالة 13 حالة تعدٍّ على أملاك الدولة بقرية أبو مناع بحري بمحافظة قنا    «بملابس نسائية»... قوة إسرائيلية خاصة تغتال قياديا بألوية الناصر في خان يونس (تفاصيل)    تدهور الحالة الصحية لجو بايدن إجراء إصابته بسرطان البروستاتا    بابا الفاتيكان: سكان غزة يدفعون إلى المجاعة ويجب التوصل لسلام عادل ودائم بأوكرانيا    باكستان والهند تردان على "انتهاء وقف إطلاق النار"    رئيسة وزراء إيطاليا: أكدت لترامب أهمية وقف إطلاق النار بشكل فوري في أوكرانيا    اليوم| انطلاق رابع مباريات نصف نهائي دوري سوبر السلة    شوبير يكشف مفاجأة حول الجهاز الفني ل الأهلي بقيادة ريفيرو    أسطورة مانشستر يونايتد: سأشجع الأهلي في كأس العالم للأندية 2025    التضامن تعلن سفر أول فوج من الحجاج من مطار القاهرة| وأخر الأفواج 30 مايو    مغارة علي بابا.. نوال الدجوي رئيسة جامعة أكتوبر تتعرض لسرقة 50 مليون جنيه و3 ملايين دولار و15 كيلو ذهب من منزلها    «الأرصاد» تحذر من حالة الطقس خلال الساعات المقبلة    يقظة المباحث تكشف مكان اختباء هارب من «مؤبد» بالقليوبية    محافظ الإسماعيلية يتابع انطلاق فوج حجاج الجمعيات الأهلية للأراضى المقدسة    شرطة التموين تُحبط تلاعبًا ب10 أطنان من الدقيق المدعم    بسبب خلافات مالية.. 4 مصابين في مشاجرة ب الأسلحة البيضاء في المطرية    مدبولي يوجه بحصر الآثار الغارقة وتخصيص مواقع للغوص أو عرضها في المتاحف    ركن نجيب محفوظ في مكتبة الإسكندرية.. ذاكرة حية لأديب نوبل    نائب وزير الصحة يتابع ميكنة خدمات الغسيل الكلوي ومشروع الرعايات والحضانات    بعد إصابة «بايدن».. أعراض الإصابة بسرطان البروستاتا    إطلاق مبادرة «دمتم سند» لخدمات كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة بالإسماعيلية|صور    متحف الحضارة يحتفل باليوم العالمي للمتاحف 2025    القاهرة الإخبارية: أكثر من 20 شهيدا جراء غارات الاحتلال على غزة منذ فجر اليوم    أمين الفتوى: الوصية الشفوية يُعتد بها إذا أقر بها الورثة أو سمعوها من المتوفى    ضبط متجرى المواد المخدرة ومصرع عنصرين جنائيين عقب تبادل إطلاق النيران مع قوات الشرطة    إثيوبيا تتعنت، خبير يكشف سر تأخر فتح بوابات سد النهضة    قبل إعدامه بساعات.. ماذا كتب الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين فى وصيته؟ اعرف التفاصيل    الرعاية الصحية تطلق مبادرة "دمتم سند" لتعزيز خدمات كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة    رئيس الطائفة الإنجيلية يشارك في احتفالية مرور 17 قرنا على مجمع نيقية بالكاتدرائية المرقسية    انخفاض البلدي.. أسعار البيض اليوم الاثنين 19-5-2025 في الأسواق (موقع رسمي)    تركي آل الشيخ يشارك متابعيه كواليس «الأسد» ل محمد رمضان |فيديو    مصطفى الفقي.. 40 كتابا بين السياسة والثقافة والدبلوماسية    البث العبرية: ساعر طلب إدخال مساعدات لغزة بعد ضغط أوروبي وأمريكي    إسرائيل تواصل تصعيدها.. استشهاد 171 فلسطينيا في قطاع غزة    قبل أيام من مواجهة الأهلي.. ميسي يثير الجدل حول رحيله عن إنتر ميامي بتصرف مفاجئ    هل هناك فرق بين سجود وصلاة الشكر .. دار الإفتاء توضح    عمرو دياب وحماقي والعسيلي.. نجوم الغناء من العرض الخاص ل المشروع x    بدءًا من اليوم.. الصحة تطلق 8 قوافل طبية مجانية ضمن مبادرة «حياة كريمة» (تفاصيل)    من بين 138 دولة.. العراق تحتل المرتبة ال3 عالميًا في مكافحة المخدرات    على فخر: لا مانع شرعًا من أن تؤدي المرأة فريضة الحج دون محرم    مبابي في الصدارة.. تعرف على جدول ترتيب هدافي الدوري الإسباني    أحكام الحج والعمرة (2).. علي جمعة يوضح أركان العمرة الخمسة    نجل عبد الرحمن أبو زهرة لليوم السابع: مكالمة الرئيس السيسي لوالدي ليست الأولى وشكلت فارقا كبيرا في حالته النفسية.. ويؤكد: لفتة إنسانية جعلت والدي يشعر بالامتنان.. والرئيس وصفه بالأيقونة    هل يجوز أداء المرأة الحج بمال موهوب؟.. عضوة الأزهر للفتوى توضح    قرار تعيين أكاديمية «منتقبة» يثير جدلا.. من هي الدكتورة نصرة أيوب؟    دراما في بارما.. نابولي يصطدم بالقائم والفار ويؤجل الحسم للجولة الأخيرة    الأمن يحقق في بلاغ شيكابالا ضد مرتضى منصور    وزير الرياضة يشهد تتويج جنوب أفريقيا بكأس الأمم الإفريقية للشباب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



استقالة محمود المصرى
نشر في اليوم السابع يوم 30 - 06 - 2009

فى الأول من أبريل الماضى، بدأت رحلة الكتابة اليومية على الموقع الإلكترونى لليوم السابع، وأعترف أنها لم تكن مهمة سهلة، فالتفاعل اليومى الإلكترونى مع القراء عملية ليست باليسيرة أبداً، فالكاتب كشخص وليس ما يكتبه فقط يتحول إلى ملكية خاصة للقراء، لذلك تجد من يناقشك فى قناعاتك وفى أمور خاصة ليس لها علاقة بما هو مكتوب، لكن الأمر فى كل الأحوال يتسم بمتعة لا تتحقق فى الصحافة الورقية.
من اليوم الأول أيضا تعرفت على الصديق محمود المصرى، وهو اسم مستعار بالطبع، ونشأت بيننا صداقة على موقع اليوم السابع، لم يؤثر عليها الاختلاف فى الرأى فى الكثير من الأحيان والانتقاد اللاذع الذى يوجهه لما أكتب، لدرجة أننى بعد كل مقال أصبحت أنتظر ردود القراء ومنهم محمود المصرى، حتى انقطع قبل ثلاثة أيام عن التعليق، فعلقت أنا والصديق أسامة الأشنيهى نسأل عن غيابه.
بعد يومين وصلتنى رسالة من محمود المصرى يقول فيها إنه تعرض لوعكة صحية وذهب للطبيب لكنه لم يجد سبباً لما يعانيه، فسأله الطبيب: هل تشاهد نشرات الأخبار، هل تتفاعل مع الصحف والتليفزيونات"، وأضاف الطبيب أنه عانى نفس الحالة وعالجها بالتوقف عن متابعة الأخبار المستفزة.
بصراحة شديدة محمود المصرى وطبيبه معهما كل الحق، فأنا رغم حبى للصحافة كتابة وقراءة، ورغم أنها مهنتى التى أتكسب منها، إلا أنه يراودنى أحياناً نفس الشعور والرغبة فى التوقف عن الكتابة والقراءة، وقد عالجت هذا الشعور بإجازة يوم الجمعة لا أقترب فيها من أى وسيلة إعلامية، وأكتفى بمشاهدة أفلام أجنبية، أعتبرها نوعاً من الاستشفاء النفسى بعد ستة أيام من العمل الصحفى الشاق وحرق الدم المتواصل.
محمود المصرى معه حق أيضاً، لأن إعلام اليوم ليس ما كنا نعيشه أمس، فقد أمضيت عدة سنوات فى صحيفة الشعب، وكانت تلتزم معارضة عنيفة لنظام الحكم، ومع ذلك كانت هناك ثوابت لا يجرؤ أحد على المساس بها، مثل عدم إطلاق اتهامات بحق أحد ما لم توجد مستندات رسمية تؤيد هذه الاتهامات، والحرص على حق من نتهمه فى الدفاع عن نفسه.. اليوم من السهل أن تجد اتهامات فى ذمم الناس وولائهم وعقائدهم وسلوكياتهم دون أى إثبات على صحة هذه الاتهامات.
فى إعلام اليوم أيضا ما أسهل الهجوم على أى شخص أو هيئة واستباحة أعراض الناس وثوابت المجتمع، وحتى الهجوم على العقائد والأديان بشكل مستفز جداً، اليوم أيضاً أصبحنا نقرأ ونشاهد من يدافع عن متهمين مدانيين فى جرائم وصدرت بحقهم أحكام، وبدلاً من مناقشة القضية ودوافعها ونتائجها نحاكم الحكم ونتهم القضاة ونشكك فى ذممهم.
فى إعلام اليوم اختلط الحابل بالنابل، وتحول أنصاف المواهب إلى أبطال، وغاب النجوم الحقيقيون، وبدلنا قيم المجتمع، ولعبنا فى ثوابته، ولم تعد الحقيقة مطلقة ولا الصواب صوابا ولا الخطأ خطأ.. لذلك أقدر جدا الحالة التى ألمت بمحمود المصرى، وأتفهم قراره بالامتناع عن القراءة ومشاهدة التليفزيون، لأنه فى النهاية مواطن لديه أولاد ويريد الحفاظ على صحته حتى يربيهم فى وطن تحول فيه معظم الناس حتى الموظفين إلى عمال باليومية، لا يستطيعون التوقف عن أكثر من عمل فى اليوم حتى لا يموتون من الجوع.
قرار محمود المصرى بالاستقالة من متابعة الشأن العام سبقه إليه الملايين من أبناء هذا الوطن، وكان يفترض بالانفتاح الإعلامى وتعدد الوسائط من صحافة وتليفزيون وإنترنت أن يعيد المواطنين المستقيلين إلى الشأن العام مرة أخرى، لكن للأسف ربما أدت حالة الفوضى الإعلامية التى نعيشها إلى انسحاب جديد من الشأن العام وإلى أزمات صحية لبعض المواطنين وإلى حالة قرف لمواطنين آخرين.
وكل ما أرجوه من محمود المصرى ليس الرجوع عن قراره بالاستقالة من القراءة والتفاعل مع الشأن العام، وإنما العودة المنظمة المرشدة لأنه ليس من صالح هذا الوطن انسحاب المواطنين المصريين منه بأى حال من الأحوال.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.