دعونا نتفق على عدد من الحقائق كثيرا ما كنا نحلم بممارسة ديمقراطية حقيقية، كثيرا ما كنا نتطلع إلى تحول ديمقراطى حقيقى، كنا ننادى بالتخلص من حكم العسكر الذى تولى مقاليد البلاد منذ الانقلاب العسكرى فى 1952، وكانت ثورة يناير بداية تحقيق الحلم.. وصل إلى الحكم رئيس لم يرض طموح الكثير من أفراد الشعب، ولكنها الديمقراطية ومن دخلها لعبة يجب أن يرضى بكافة قواعدها. بدأ الرئيس مرسى بداية وأظهر للجميع أنه قادر على إعادة روح الزعامة فى نفوس وعقول المصريين من خلال خطابة ارتجالية قوية وكانت بداية مبشرة، ولكن ارتباط الرئيس بالجماعة وعدد من السياسات، التى لا ترتقى لمصر الثورة وإعلان دستورى كان يوصف بأنه إعلان مستبد ويمهد لصناعة ديكتاتور جديد وحكومة ليست على مستوى الحدث بجانب عدم تحقيق أي من أهداف الثورة جعل قوى المعارضى تطالب بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، فى حين أن أنصار الرئيس يتحدثون عن صندوق الانتخابات والشرعية، التى جاءت بالرئيس ومع أننى لست من دعاة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة إلا أننى لا أعرف ما إذا كان هذا الصندوق يعطى للنظام والرئيس المنتخب الحق فى قتل وسحل وإهانة المواطنين، فكلما تتحدث تجد من يصدر لك عبارات هذا رئيس جاء عن طريق الصندوق وإرادة حرة للمواطنين.. وفى المقابل فإننى أرى أن انتخابات رئاسية مبكرة وإن كان عملا ديمقراطيا ومع إيمانى العميق بأنه لا يتم إصلاح العمل الديمقراطى إلا بعمل ديمقراطى مماثل إلا أننى أرفض فكرة الانتخابات المبكرة فلو تمت انتخابات مبكرة وإن كان ذلك أمرا مستبعدا تماما، حيث إن أنصار الجماعة لن تستسلم بهذه السهولة ستصبح هذه لغة المصريين فيما بعد فى ظل أى نظام أيا كانت أيديولوجيته ليبراليا، اشتراكيا أو حتى إسلاميا. وأرى أنه من الأفضل الضغط على الرئيس لتعديل سياسته وتقديم البدائل والحلول من خلال قوى المعارضة، وهذا لن يتم إلا من خلال التخلص من تابعية الرئيس لأهله وعشيرته، بالإضافة إلى دور المعارضة فى تقديم الحلول البناءة، التى تخدم مصلحة المجموع.. أرفض الانتخابات المبكرة أرفض استمرار الحديث بلغة الصندوق دون الحديث بلغة الإنجازات لست ممن يفضلون الانتخابات المبكرة، ولكن استشعر كثيرا من الحرج من سياسة رئيس جاء بعد ثورة شهد الجميع بعظمتها.. لك الله يا مصر.