"يهيب أهالى السيدة عيشة والجيزة والدقى والهرم وفيصل بالسادة المسئولين سرعة العمل على إزالة النافورة، والعودة بالمناطق المذكورة إلى سابق عهدها التليد، فقد أوحشتنا ناطحات القمامة، والأرصفة المتكسرة بفعل عوامل الدهس البشرى، والتى كانت شاهداً على تواجدنا صامدين أحياءً نرزق، نهيب بكم إزالة الدهشة عن أبناء هذه المناطق، حتى تزول أيضاً مشاعر الحقد والحسد من قلوب وعيون أبناء الأحياء المجاورة، وذلك حرصاً منا على وحدة الشعور الوطنى والسلام المجتمعى، فلا ضرر ولا ضرار، هذا رجاء حار قبل أن تتعود العيون هنا على هذه التعديلات الأوبامية والذوقيات العالية.. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام". هذه لقطة شعبية ساخرة من لقطات تداعيات زيارة " ذوباما" – أى والله هكذا سمعتها من بعض العامة – إلى مصر، وكعادة الشعب الطيب الذى يرجو أن تستمر بركات الزيارة مما جلبته من مصلحة خاصة، وخيرات هى أصلاً حقوقاً طبيعية إلا أنها أصبحت من رفاهيات العيش لديهم. البعض الآخر وبعد الخطاب كان متشككاً، "هوه معقولة يعنى أمريكا تتغير"، "هوه أوباما معتذرش ليه عن إللى عملوه فى العراق الأول"، "طيب يعنى هوه إيه الجديد، ده كله كلام فى كلام والعيش والبنزين والعيشة زى ما هيه"، ولا ينفى ذلك كله أن البعض بات ينظر إلى أوباما وكأنه "المخلص"! هذا هو المواطن البسيط الذى لا يهمه غير اللقمة والهدمة، ثم مهرجانات القراءة للجميع إن أمكن، بعض هؤلاء البسطاء أيضاً يرى أن من صفق لأوباما من المجرمين، المتأمركين، المستفيدين، أو هم على الأقل "تعليمهم أمريكانى"، من صفق لأوباما صفق للسياسة الأمريكية المتغطرسة إذاً! البعض الآخر- ليس من البسطاء- وإنما من أنصار نظرية المؤامرة يرى فيمن صفق وهلل للخطاب، إما ساذج وإما "نخبة" عميلة! "حالة من الارتباك" – كالعادة- هى ردود أفعال الناس تجاه الزيارة والخطاب، ويبقى أن أوباما جاء يذكرنا أن " اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً"، وأنه إذا كان هناك ألم فها هنا الألم، حديث أوباما عن التقوى، والقول السديد يوجع لأنه ما زال هناك من المسلمين من يعتبر التقوى طرحة طولها 10 أمتار، أو وصلة دش محصورة على قنوات الرحمة والحكمة والناس، أو حتى نداء من العامة " يا شيخ اتقى ربنا"، "وعى" سطحى عن التقوى وعن القول السديد، وأوباما يتحدث عن العمق! لقطة قبل أخيرة، لم يفته فيها أن يتحدث فيها عن المرأة، تحدث لكى نقول ليته سكت، ولنقول أيضاً أنه yes we can، التغيير ممكن فعلاً، ولكن لأنك وكما تفهم القرآن- يا سيادة الرئيس الأمريكى- وكما لا نفهم، لا يأتى حتى يغيروا ما بأنفسهم، ليس كنساً للشوارع، ولا دهاناً للكبارى، ولا إصلاحا للأرصفة المتكسرة التى طالما التوت بسببها أرجل "الرجال" قبل النساء.. التغيير ليس بتسجيد المرأة، ولا بالاستشهاد بالآيات بعد لى أعناقها، ومن أجل لى الأعناق. أدعُ لنا يا أوباما فليس لدينا أشخاص مواتون للفرص، الأغلبية مضيعة، ومنا الكثيرون هنا ما زالوا يعتقدون أن اليوم خمر وغدا أمر.