الأول من مايو يحتفل العالم بعيد العمال. ولعل أبر ما يذكر فى احتفالات عيد العمال على الطريقة المصرية فى العهد السابق ارتبط به عبارة شهيرة وهى (المنحة يا ريس) كما كان فى العهد السابق يتم الاحتفال بهذا العيد فى استاد القاهرة أو فى قاعة المؤتمرات بمدينة نصر، وكان يحضر هذا الاحتفال حشد كبير من النقابيين على مستوياتهم الثلاث من لجان نقابية ونقابات عامة واتحاد عمال مصر. بعد ثورة 25 يناير، والتى كان العامل هو الشرارة الاولى والسابقة قبل هذا الموعد بما حدث من احتجاجات وإضرابات نتجت بعد تجربة خصخصة القطاع العام لما له أثاره السلبية على العامل المصرى، بل على الاقتصاد المصرى، وتم فيه بيع الشركات والمصانع بثمن بخث، ليربح منها أموال طائلة بعد ذلك. فالعامل هو أول من قال للباطل لا ورفض الظلم بكل أنواعه. أول عام للثورة احتفل العمال بقاعة المؤتمرات بأحد الأندية، وظهر فيه الاختلاف الكبير بين وزير القوى العاملة والعمال بعد إجراء خطوات تصعيدية وتصريحات لوزير القوى العامل اعتبرها قيادات العمال هدم لهذا الكيان العريق. في العام الثانى للثورة احتفل العمال ببيت العمال بالاتحاد العام فى حضور المجلس العسكرى بحكم وجوده فى السلطة أثناء المرحلة الانتقالية وسط اتهامات كثيرة من أبناء الاتحاد وظهور العمال أمام المجلس العسكرى بالتأييد المطلق لجيش مصر حامى أرضها. والآن ووسط انتقادات كثيرة موجهه لهذا التنظيم واتهامات للجهة الإدارية بتعطيل الانتخابات العمالية بدون أسباب وقصور واضح لدى قيادات اتحاد عمال مصر فى عدم القدرة على اتخاذ القرار المناسب وإجراء الانتخابات حتى لا تنهار المنظمات النقابية ولكن دون جدوى. واليوم تتم احتفالات عيد العمال بأوامر مشددة وتحت حراسة قوات الحرس الجمهورى. وكان المفترض أن يكون عيدا بمعنى حقيقى بعد الثورة المجيدة. ولكن سرعان ما تبدد الحلم وبدلا من توفير الحياة الكريمة للعامل المصري، تعرض لهجمات شرسة من ظلم القوانين وأصحاب الأعمال ودمار الاقصاد وإغلاق المصانع. فأصبح العامل بلا مأوى يحميه وفقد عمله وشرد هو وأسرته وأصبح طريد الشارع المظلم وينتظر المجهول. فقد الاستقرار والأمان الذى كان يحلم به، تجاهلته كل السلطات. بل قطار الثورة توقف عنده ولم يستمر.. عيد تحت حراسة مشددة ولأول مرة يتم الاحتفال بعيد العمال فى القصور الرئاسية لماذا كل هذا؟! هل العامل أصبح مرفها لهذة الدرجة؟ وهل نال القدر الوافى من الحظ بعد الثورة؟ وهل تألمت لآلامه حكومة الثورة؟.. أظن أن العامل تخلص من الأفارول الخاص به وارتدى البدلة الكاملة ورابطة العنق وأصبح من أصحاب الكرفتات الشيك. حتى يتم الاحتفال به فى القصور الرئاسية وتحت حراسة مشددة. لماذا نحتفل؟! الاحتفال الآن له طعم خاص لم يحدث من قبل. فنحن الآن نتمتع بغلق أكثر من 4500 مصنع عمالهم شردوا وأنهار الاقتصاد بشكل ملحوظ، خاصة فى قطاع السياحة. فالحمد لله عماله أصبحت طريدة القروض ومهددة بالحبس والتعامل معهم وصل إلى أرقى مستوياته من الفصل والتعسف والدمار والإغلاق للفنادق. ونسبة الإشغال بهذة الفنادق وصلت الصفر فى بعض الأحيان. أليس كل هذا كاف بأن نحتفل فى هذا العيد. سيدى الرئيس لماذا تحتفل بهذا العيد بعيدا عن أصحاب العيد؟ واخترت باقة من الورود لتحتفل معهم، هل تخشى على نفسك من أبنائك العمال؟ أليس أنت من الثوار ومن ميدان التحرير؟ لماذا تحتفل بهذا العيد بين الأسوار العالية وبين الحراسات المشددة؟ هل تشعر بأنك لم تقدم لعمالك شيء أم ما هو السبب الحقيقى فى الاحتفال تحت الحراسة؟ وهل يكون له فرحة طبيعية من القلب أم تكون بأوامر؟ سيدى الرئيس الأمل فيك كبير. فلماذا تبنى الأسوار العالية بينك وبين أبنائك العمال؟ لماذا تركت الميدان؟ ننتظر ما تقدمه للعمال وننتظر استقرارا لهذا الوطن. ننتظر عودة الكرامة وتوفير فرص العمل والحد من البطالة. ننتظر تحقيق شعار الثورة عيش – حرية – عدالة اجتماعية. نعلم أن الحمل ثقيل ولكن همومنا نحن العمال أثقل. حتى نحتفل سويا بهذا العيد ويكون الضحك والسعادة من القلب وليست بأوامر، لأن هذا العيد نرفض أن نحتفل فيه وحقوق العمال مهدورة وما زال التعسف والفصل مفروض علينا نحن الضعفاء نرفض الاحتفال فى زمن زادت فيه الأحزان.