اختتمت أمس الأربعاء، الحلقات المسجلة من برنامج "أمير الشعراء"، وذلك بعد عرض حلقتين سابقتين حفلتا بأصوات شعرية أجازتهما لجنة التحكيم المكونة من الثلاثى النقدى الدكتور عبد الملك مرتاض، والدكتور صلاح فضل، والدكتور على بن تميم. وأجازت اللجنة من يستحق الانتقال إلى المرحلة الثانية من المسابقة التى ستنقل على الهواء مباشرة، كما أجازت من وجدت أنه يمكن أن يقدم الأفضل لاحقاً، لاسيما وأنه يمتلك أدوات الشاعر. حيث أوضحت المسابقة فى بيان لها أن النصوص التى أجازتها اللجنة بالإجماع إنما كان ذلك لعدة أسباب أهمها: القوة الشعرية الحقيقية، جودة الشعر، الجمال والقوة، اللمحات والإضاءات المتميزة، التمكن، اللغة جميلة المتمكنة، الإيقاع الكلاسيكى المعتق المتميز، التجربة الشعرية الجيدة، الصياغة المحكمة والتنظيم الجيد، التماسك. أما النصوص التى أجازتها بالأغلبية، فقد كان ذلك حسب رأى بعض الأعضاء، للشعر الرقيق البسيط الحقيقي، وللغة الجيدة، أو لنصاعة اللغة والموسيقى، فى حين أن رأياً وحيداً رفض النصوص بسبب اللغة القديمة، أو لأن النظم تقليدي، أو لأن النص لا يحمل نفحة شعر، أو لعدم تمكن المتسابق من قول الشعر، ومرة بسبب تقليدية النص، وغير ذلك. فى حين جاء الرفض قاطعاً على مجموعة نصوص، ومن بينها نص المتسابق الغينى محمد جالو الذى - كما قال له صلاح فضل - ابتلع كثيراً من الشعر العربى القديم فنظم وجاء بكلمات قديمة، لكنه لم يُشعِر. وفى ذات الحلقة تم رفض النص الضعيف بالإجماع، والآخر ذو الصياغات القوية لكن المتناقضة، والثالث الذى جاءت صوره سطحية، وكذلك النص المرتبك، والآخر لا يزال كاتبه يلثغ فى المرحلة الأولى من الشعر، كما رُفض النص الذى لم يعطه مؤلفه الجهد الكافى فى السبك والصياغة، وبالتالى فإن الانغلاق على الذات لا يصنع شاعراً كما قال أحد أعضاء اللجنة. انتهى اليوم الثالث من الاختبار، وتم اختيار من يستحق من المبدعين والمبدعين للاستمرار إلى مراحل متقدمة من "أمير الشعراء"، فمع أكثر من 300 شاعر اختيروا من بين الآلاف انتهت المرحلة الأولى، ثم تم الانتقال إلى المرحلة الثانية التى انتهت باختيار 50 شاعراً انتقلوا إلى المجاراة، وهى المرحلة التى حددت بالضبط من سيتابع المشوار، والنقطة التى تشكل فارقاً حقيقياً، إذ أنها تفصل الشعراء عن شاطئ الراحة وعن الحلقات المباشرة. فى هذه المرحلة أجريت قرعة لمجموعة ال50 بعد قسمها إلى قسمين، وكل متسابق من هؤلاء سحب ورقة تحمل أحد الأرقام من 1 إلى 25، ثم تعرّف كل شاعر على منافسه الذى يحمل ذات الرقم، وكانت اللجنة قد حددت مسبقاً موضوعات الارتجال، ومنها: الأم، الحرية، الصحراء، الفجر، البحر، التسامح، الغناء، وغير ذلك من موضوعات حياتية كثيرة. وفى الارتجال اختلفت مشاعر المتنافسين والمتنافسات، كما اختلفت مشاعرهم تجاه تلك التجربة التى تدرج للمرة الأولى فى المسابقة، فوصف بعضهم حالاتهم قبل خوض غمارها، لكن جميع المشاعر تراوحت بين القلق، الترقب، الشك، التأهب، الثقة بالذات، امتلاك صفاء الذهن، السعادة، غير أن ما كان يجمع ال 50 متسابقاً ومتسابقة، المنافسة، وبالتالى فإن احتمالى الربح أو الخسارة بقيا قائمين إلى أن ارتجل كل اثنين يحملان الرقم ذاته ثلاثة أبيات فى موضوع محدد خلال دقائق معدودة، ومنهم من أبدع، ومنهم من فشل فى هذا الامتحان. وقد قال د. على بن تميم إن الهدف من إجراء اختبار الارتجال، الوصول إلى اختيار دقيق لمن يستحق مواصلة مشوار الشعر مع "أمير الشعراء"، فالارتجال يكشف عن سرعة البديهة، وبالتالى الوصول إلى مجموعة منتقاء بعناية من المتنافسين، متوقعاً د. على أن يحقق الموسم الخامس نجاحاً طيباً، فى حين توقع د. صلاح فضل أن يكون هذا الموسم أكثر شعرية لأن العرب ينتظرونه منذ عامين، أما د. عبدالملك مرتاض فقد ختم الحلقة بالإعلان عن أن أولى الحلقات التى ستبث على الهواء مباشرة.