الأسوشيتدبرس الأمريكية: استقالة "مكى" تبرز أن السلطة القضائية أصبحت ساحة قتال واسعة.. أنصار الرئيس: القضاء ملئ بالموالين للنظام السابق.. المعارضة: الإخوان يسعون لتصفية القضاء من معارضيهم

قالت وكالة الأسوشيتدبرس، إن استقالة وزير العدل أحمد مكى، تأتى فى خطوة تشير إلى الاستنكار القوى لأسلوب تعامل الرئيس محمد مرسى، فى مواجهته للقضاء المصرى، فمنذ إعلان مرسى عن تغيير وزارى وشيك تتزايد الدعوات من قبل المؤيدين والمعارضين باستقالة مكى، الذى يواجه انتقادات من القضاة والنشطاء الذين يتهمونه بالانحياز لمرسى، بسبب صمته فى الصراع الدائر على السلطة مع القضاء، فيما يتهم مؤيدى مرسى وزير العدل، بعدم القيام بما يكفى لإصلاح نظام العدالة فى أعقاب عدد من أحكام البراءة الصادرة لصالح مسئولى النظام السابق، بتهمة الفساد وقتل المتظاهرين خلال الثورة.
وتشير الوكالة إلى أن استقالة مكى تبرز كيف أن السلطة القضائية أصبحت ساحة معركة واسعة، إذ أن القضاء لا يزال الفرع الوحيد الذى لم تسيطر عليه جماعة الإخوان المسلمين، رغم وجود العديد من القضاة الموالين لمرسى والجماعة، ومن بين العديد من المقترحات الخاصة بإعادة هيكلة النظام القضائى، خفض سن التقاعد إلى 60 عاما، الأمر الذى من شأنه أن يتسبب فى إبعاد أكثر من 3 آلاف قاض ومسئول بالنيابة العامة.
ويقول أنصار مرسى، إن القضاء ملئ بالموالين للنظام السابق الذين يعرقلون سياسات الرئيس وتحول مصر نحو الديمقراطية.
وعلى النقيض، تؤكد "المعارضة الليبرالية" التى تسعى إلى إصلاح القضاء، أن الإخوان يسعون لتصفية القضاء من معارضيهم وحشده بالأعضاء والموالين للجماعة، وتشير الوكالة إلى أن البعض يخشى من تخلص الإسلاميين من القضاة الليبراليين، مما يعزز قوة سيطرة الجماعة على الدولة.
وعلى الرغم من تاريخه، حيث دافع فى عهد مبارك عن استقلال السلطة القضائية، فإن مكى تسبب فى إغضاب الناشطين عندما بادر بإعلان أن الناشط "محمد الجندى" توفى نتيجة حادث سيارة وليس لتعذيب الشرطة له، كما أنه أغضب الكثيرين بما فى ذلك القضاة عندما حاول فى نوفمبر الماضى، تبرير الإعلان الدستورى الذى أصدره مرسى، والذى يحصن قرارات الرئيس عن المراجعة القانونية، والمرسوم الذى منحه سلطة تمرير دستور غير توافقى، وإقالة النائب العام وتعيين آخر، فى مخالفة قانونية واضحة.
وكان "مكى" قد كتب فى خطاب استقالته "أنه يرغب فى ترك منصبه بسبب الاحتجاجات ضده"، وأضاف "مكى" فى استقالته التى حصلت الوكالة على نسخة منها "أن استقالته تأتى أيضا استجابة لضغوط معارضة الرئيس ومؤيديه، ولفت أيضا إلى احتجاجات الجمعة الماضية من قبل الإسلاميين، التى حثت على تطهير القضاء، فضلا عن الدعوات المطالبة بقانون جديد لإصلاح النظام القضائى، وكتب: "من ثم فهناك توافق فى الآراء بشأنى، الرجاء تفهم رغبتى فى إزالة عبء عن كتفى".