أثار قرار وزارة الرى بمنع زراعة الأرز فى منطقة ريف المنتزه فى محافظة الإسكندرية غضب مزارعى 76 عزبة يمتهنون الزراعة ولا يعرفون غيرها كمصدر وحيد. ولأن للأرض طبيعة خاصة، بالإضافة إلى أن نظام الصرف سيئ بحيث تظل المياه حبيسة الأرض، فهم مجبرون على زراعة البرسيم شتاء والأرز صيفًا. الفلاحون ذهبوا إلى وزارة الرى فى محاولة لتقصى حقيقة القرار ودوافعه، خاصة بعد أن اشتروا تقاوى الأرز من الجمعية الزراعية، وبدأوا فى تجهيز الأرض للزراعة، ولكنهم لم يتمكنوا من مقابلة أى مسئول، وهناك من أخبرهم أن قرار وزارة الرى سببه انخفاض منسوب المياه العذبة وأن قرى الساحل الشمالى بحاجة لكميات أكبر من المياه. وعلموا أن الحبس وحرق الأرض وغرامة مقدارها 2700 جنيه فى انتظار من يخالف القرار. اليوم السابع زار بعض عزب ريف المنتزه، وفى عزبة البرنس القبلى تحدث الحاج أحمد إبراهيم شاهين قائلا: لم نطالب بزيادة كميات المياه حتى تمنعنا الرى من زراعة الأرز فنحن نعتمد على مياه الترعة واستخدام ماكينات رى مشتركة ونقسم أيام الرى بيننا. ويضيف متعجبا: وزارة الزراعة كانت على علم بقرار الرى ولم تبلغنا به كى تبيع لنا تقاوى الأرز وبعدما اشترينا كل الكمية خلال أسبوعين تم ابلاغنا بالقرار. ويكمل الحاج أحمد متحدثا عن ماسأة أخرى يعيشها أهالى عزبة البرنس: "مفيش حد سايبنا فى حالنا، لا الرى ولا الزراعة ولا حتى وزارة الأوقاف، فنحن نمتلك هذه الأرض بموجب قانون الإصلاح الزراعى الذى أصدره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وسددنا سعر الأرض على مدى خمسة وعشرين عاما من عام 1959 وحتى 1979 بواقع 350 جنيه سنويا للفدان، ثم فوجئنا بوزارة الأوقاف تضع يدها على الأرض وتدعى ملكيتها، وتطالبنا بسداد قيمتها مرة أخرى بواقع 2000 جنيه سنويا للفدان. أما سعد محمد الحلوانى فهو واحد من الفلاحين الذين بدأوا زراعة الأرض بالفعل وفوجئ بعد عدة أيام بحملة من وزارة الداخلية يرافقها موظف بالرى تحرر له محضر وتغرمه 2700، فضلا عن إلقاء مادة "الهاربازيت" الحارقة بأرضه. ويصرخ الحلوانى قائلا: "أمال لو كنا بنزرع بانجو كانوا عملوا فينا إيه"، ويضيف بمرارة: "لم يستمع إلينا أحد ولم نتمكن من مقابلة عضوى مجلس الشعب سواء على سيف النائب عن الحزب الوطنى أو مصطفى محمد نائب الإخوان المسلمين، علما بأنه مرشح عن العمال والفلاحين". ويلتقط رجب سيد حمادة الذى تعرض لنفس ما تعرض له الحلوانى طرف الحديث قائلا: "والنبى يا بيه ما تعرفش إزاى نوصل شكوتنا للرئيس مبارك ..أنا متجوز 4 وعندى خمسة وعشرين عيل مش عارف أوكلهم إزاى".
