دفع أحمد حسام "ميدو" مهاجم المنتخب المصرى الأول لكرة القدم ثمن أخطائه المُتعددة والمُتكررة وآخرها ما حدث فى مُباراة زامبيا، حين تشاجر مع زميليه عمرو زكى وعماد متعب. وخرج ميدو من قائمة المنتخب التى اختارها الجهاز الفنى لمواجهة عمان الودية فى 30 مايو الجارى، ومُباراة مصر أمام الجزائر فى تصفيات كأس العالم والمُقامة فى السابع من يونيو المُقبل. أسباب استبعاد ميدو فى الفترة الحالية تبدو غريبة، خاصة أن اللاعب يشارك بانتظام فى الدورى الإنجليزى مع فريق ويجان، كما أنه استعاد مؤخرًا كثيرًا من لياقته البدنية، وسجل ستة أهداف هذا الموسم، وفضلاً عن كل ذلك فاللاعب أكد من قبل أنه يحلم بالمشاركة أمام الجزائر وهز شباك ثعالب الصحراء. الجهاز الفنى للمنتخب، قال إن سبب الاستبعاد فنى بحت ولا علاقة له بأى أزمة كان اللاعب طرف فيها، وأكد حمادة صدقى المدرب العام أن قرار الاستبعاد يرتبط بالرؤية الفنية للجهاز وأعضائه، وأن اللاعبين المتواجدين فى القائمة الحالية هم الأجدر بالتواجد. وبعيدًا عن تصريحات الجهاز الفنى وأعضائه الذين لا يملكون تبريرًا إلا أن الاختيار جاء وفقًا لرؤيتهم الفنية، فإن تفاصيل أخرى تؤكد أن سبب الاستبعاد ليس بفنى على الإطلاق. منها، أن ميدو حين تم استدعاؤه لمباراة زامبيا الماضية والتى أُقيمت فى مارس الماضى، كان مستواه الفنى والبدنى مع ويجان أقل بكثير من مستواه فى المباريات الأخيرة لفريقه فى الدورى، وكان حديث العهد بالانتقال للفريق الإنجليزى على سبيل الإعارة من ميدلزبره، وإن افترضنا عكس ذلك، وقلنا إن الجهاز الفنى مُحق، وأن مستوى اللاعب قد تراجع، فهل الفترة الحالية تتحمل تواجد أربعة مهاجمين من أصحاب الخبرة الدولية القليلة مثل إيهاب المصرى وأحمد عبد الغنى وأحمد رءوف ومحمد محسن أبو جريشة، وفوق كل هذا فإن خط الهجوم يفتقد لأحد أبرز عناصره وهو عماد متعب الذى ستحرمه الإصابة من المشاركة. والتساؤل أيضًا، إذا كان الاختيار مُرتبط برؤية فنية لجهاز المنتخب، فهل عمرو زكى أحق بالتواجد فى المنتخب من ميدو؟.. زكى يغيب عن الملاعب منذ أسبوعين بسبب الإصابة فى إحدى مُباريات ويجان فى الدورى الإنجليزى، كما أن اللاعب لم يسجل لفريقه أى أهداف منذ فترة بعيدة، فى حين سجل ميدو فى مرمى أرسنال قبل شهر وكان نجم المباراة الأول، وهو الآن فى مستوى فنى وبدنى جيد. استبعاد ميدو بالمنطق لا ارتباط له برؤية فنية، خاصة أن المنتخب كان فى حاجة كبيرة لخبرة اللاعب وجهوده أمام الجزائر، ويبدو أن القرار جاء تأديبًا من الجهاز الفنى اللاعب الذى دأب على إحداث حالة من القلق والفوضى داخل المنتخب، سواءً بخلافاته مع اللاعبين أو اعتراضاته على قرارات الجهاز الفنى، أو بخروجه من معسكر المنتخب فى بعض المباريات، وكذلك تصريحاته العنيفة تجاه الكرة الجزائرية والجماهير. ويأتى ذلك تصديقاً للتقارير الصحفية التى وردت عقب أزمة ميدو وزكى وانفرد اليوم السابع بنشر تفاصيلها وأفادت بنية الجهاز الفنى للمنتخب الوطنى بقيادة حسن شحاتة باستبعاد ميدو عن تشكيلة المنتخب مستقبلاً وهو ما لم يسلم به الكثيرون وقتها، واعتبره البعض مجرد اجتهادات وهجوم على ميدو بصفة خاصة، بعد أزمته مع زكى.