أتعجب كثيرا من الشباب الذى يقضى معظم وقته فى الجلوس أمام الإنترنت والدخول إلى عالم الفيس بوك ولعب المزرعة السعيدة وغيرها من مئات الألعاب الجذابة التى تسرق الوقت وتبدده. ويلعب الهاتف المحمول دورا سلبيا فى قتل الوقت سواء بالمحادثات الطويلة التافهة أو بالدخول من خلاله إلى عالم الأغانى !! ولا يشغل الشباب وقته فى تحصيل المعلومة أو القراءة فى حضارات الأمم أو الوقوف على أحدث الأبحاث العلمية واستغلال الوقت فيما يعود بالخير والمعرفة والخبرة على هؤلاء الشباب. وعندما تبحر فى عالم الفيس بوك تجد ملايين الصفحات والمجموعات التى يكتب فيها الشباب أغلبها كتابات سطحية تافهة لاقيمة لها. ودعونا نتساءل عن هذا الضعف الفكرى والسطحية التى ساد المجتمع وأين هى المشاركات الهادفة والآراء المتعمقة وماذا عن الأبحاث المتخصصة .ومن المؤسف أن أغلب وسائل الإعلام لم تجد بدا من السير فى طريق التفاهات والبرامج السطحية. ويمكن تفسير ذلك وفقا لطبائع النفس البشرية التى تميل إلى الدعة والخمول والحصول على المعلومات البسيطة دون إعمال التفكير والتدبر. ولكن كيف السبيل إلى تعويد شبابنا على استغلال الوقت فيما يفيد. وكيف نعود أولادنا على استثمار أوقاتهم؛ إنها مسئولية أولياء الأمور والمدرسة ووسائل الإعلام. فعلى الأب والأم أن يكونا قدوة فى التعامل مع الوقت واستثماره دون إغفال الفقرات الترويحية خلال اليوم. والمدرسة تلعب دورا مهما ومحوريا فى تعليم الطلبة كيف يستغلون اوقاتهم فى ما يفيدهم ويتفق وميولهم ومواهبهم الطبيعية ويجب أن تغير وسائل الإعلام سياساتها بحيث لا تكون الغاية الرئيسية هى الربح فقط إنما تبقى الأهداف السامية والرقى المجتمعى غاية ترتجى للجميع. وأدعو شباب مصر الواعى الذى يتعامل مع الفيس بوك إلى مراجعة صفحات الفيس بوك فى فرنسا وألمانيا واليابان ويترجم ما يكتبه الشباب فيها ليدرك البون الشاسع فى التفكير بينهم وبيننا وليقف على الهدف الأرقى فى التعامل مع صفحات التواصل الإجتماعى الذى يجب أن يكون أداة تنويرية.