تليفزيون الBBC كان مرحلة فى منتهى الأهمية على طريق تطور مفهوم عربى للصحافة التليفزيونية طبقا لكلام فودة الذى أشار إلى أنه أتاح فرصة رائعة لمجموعة من العرب الذين أتوا بهم من جميع أنحاء العالم بأن أخضعوا لمجموعة من التدريبات المهنية ذات المستوى الرفيع التى تشتهر بها هيئة الإذاعة البريطانية.. ثم ما لبث أن فشل مشروع الBBC ووجد هؤلاء أنفسهم فى سوق البطالة وظهرت بعدها قناة الجزيرة. فى عام 1997 شارك يسرى فودة فى إنشاء مكتب قناة الجزيرة فى لندن وشغل منصب نائب المدير التنفيذى. وبدأ منذ شهر فبراير 1998 فى إنتاج برنامجه الشهرى «سرى للغاية» الذى استقطب بموضوعاته وبطريقة معالجته كماً هائلاً من المشاهدين على اختلاف مستوياتهم وقد حصلت أولى حلقات هذا البرنامج على الجائزة الفضية لمهرجان القاهرة للإنتاج الإذاعى والتليفزيون للعام نفسه، وحصل مجمل حلقاته على جائزة الإبداع المتميز من الجامعة الأمريكيةبالقاهرة عام 2000.. ولعل لا أحد ينسى حلقات «سرى للغاية» وخصوصاً حلقة رحلة طائرة البطوطى والتى تحطمت عام 1999 وأسفرت عن مقتل كل من كانوا على متنها وأثارت حولها العديد من علامات الاستفهام بدءاً من المسئول عن وقوع الحادث مروراً بإجراءات سلامة وتأمين الطائرة ونهاية بالأيادى الخفية التى قد كان لها دور فى الحادث؟ خاصة أن الحكومة المصرية اعترضت على التقرير الأمريكى النهائى الذى حمل جميل البطوطى مساعد قائد طائرة شركة مصر للطيران المسئولية عن الحادث. وأشار التقرير إلى أن سبب رغبة مساعد الطيار فى إسقاط الطائرة »غير محدد« وأن المكتب القومى الأمريكى لسلامة النقل يمتنع عن التخمين بشأن «الدوافع». وأثارت حلقة «رحلة البطوطى» من برنامج يسرى فودة جدلاً كبيراً فى وقت عرضها بسبب العديد من النقاط الغامضة التى ألقى عليها الضوء أو بسبب الإجابات التى قدمها على علامات الاستفهام فى الحادث.