"أنا واضح للغاية، لن أعمل أبدًا في ناديي برشلونة وأرسنال، لأنني ارتبطت بشدة بفريقي إسبانيول وتوتنهام هوتسبر" هكذا صرح المدير الفني الأرجنتيني ماوريسيو بوتشيتينو مطلع عام 2018، لكنه على ما يبدو قد يصبح في حاجة إلى تغيير مبادئه قريبًا. تقارير إسبانية عديدة، أبرزها لصحيفتي موندو ديبورتيفو وسبورت الكتالونيتين، أكدت أن إدارة نادي برشلونة فتحت بالفعل خط المفاوضات مع المدرب الأرجنتيني منذ عدة أسابيع، وأنه بات الأقرب لقيادة الفريق الكتالوني، في ظل الإقالة المنتظرة خلال ساعات لكيكي سيتيين مدرب برشلونة الحالي. سقط برشلونة في فضيحة تاريخية بثمانية أهداف مقابل هدفين، أمام فريق بايرن ميونخ الألماني، في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، مما حسم مسألة رحيل سيتيين، وجعل التكهنات المتعلقة بخليفته تتصدر أغلفة صحف إسبانيا والعالم صباح اليوم السبت. وأشارت صحيفة "سبورت" إلى أن إدارة نادي برشلونة بقيادة جوسيب ماريا بارتوميو ترى بوتشيتينو البالغ من العمر 48 عامًا الاسم المثالي لقيادة الفريق الكتالوني خلال المرحلة المقبلة. لكن تصريحات بوتشيتينو المثيرة ستعود إلى الواجهة بكل تأكيد في حالة قيادته الفريق الذي شدد على أنه لن يفكر في تدريبه أبدًا، حيث أضاف في تصريحاته السابقة: "أفضل ترك التدريب والعمل في مزرعتي بالأرجنتين، على العمل في بعض الأماكن." ورغم إقالته من تدريب توتنهام في شهر نوفمبر بالعام الماضي، إلا أن تجربة المدرب الأرجنتيني التي استمرت لخمس سنوات كانت تاريخية في نادي العاصمة الإنجليزية، ووصلت إلى قمة توهجها، بالتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا في موسم 2018/2019. ونبع تصريح بوتشيتينو من العداء التاريخي الشهير في مواجهات ال "ديربي" بعالم كرة القدم، حيث يعد برشلونة غريم فريق إسبانيول في مدينة برشلونة، بينما تجمع عداوة تاريخية فريقي أرسنال وتوتنهام هوتسبر في العاصمة الإنجليزية. ويعد إسبانيول أبرز الفرق التي لعب لها بوتشيتينو خلال مسيرته الاحترافية، حيث ارتدى المدافع السابق قميصه بين عامي 1994 و2001، قبل العودة للفريق مجددًا بين عامي 2004 و2006 بعد تجربتين فرنسيتين بقميصي باريس سان جيرمان وبوردو. كما افتتح بوتشيتينو مشواره التدريبي من بوابة إسبانيول، عندما قاده في تجربة مميزة بين عامي 2009 و2012، قبل تجربة جعلته اسمًا شهيرًا في الدوري الإنجليزي الممتاز، في موسم واحد فقط "2013/2014" قاد خلاله فريق ساوثامبتون. أحد أبرز أسباب اهتمام برشلونة بالمدير الفني الأرجنتيني يتمثل في نجاحه بامتياز في مرحلة "إعادة البناء" وهو ما تمثل بوضوح في تجربته الأخيرة مع توتنهام هوتسبر، الذي تولى تدريبه في ظروف صعبة عاشها النادي الإنجليزي. واعتمد بوتشيتينو على مجموعة من اللاعبين الصاعدين المغمورين، أبرزهم هاري كين، ديلي ألي وإيريك داير، بالإضافة إلى تعاقدات لم يمكن مقارنتها بتعاقدات عمالقة المسابقة، وتمثلت في بعض الأسماء التي كانت بينها الكوري هيونج مين سون والدنماركي كريستيان إيركسن. أصبح اللاعبون الذين كان أغلبهم من المغمورين نجومًا ارتفعت قيمهم السوقية بشكل مبهر، وتأهل توتنهام هوتسبر بشكل شبه دائم إلى دوري أبطال أوروبا تحت قيادة بوتشيتينو، قبل أن تفضل إدارة النادي الإنجليزي الاتجاه نحو التغيير، بإقالة المدرب الأرجنتيني، والتعاقد مع البرتغالي المخضرم جوزيه مورينيو. تجربة ستكون محورية في مشوار بوتشيتينو في حالة توليه القيادة الفنية لبرشلونة، خاصة وأنه سيصبح مسؤولًا عن بناء جيل جديد، في ظل ارتفاع أعمار مجموعة من أبرز نجوم الفريق، وفي مقدمتهم ليونيل ميسي، جيرارد بيكيه، لويس سواريز وخوردي ألبا.
