أيام قليلة، وتنطلق مسابقة الدوري المصري، في نسخته ال60، في انتظار أن يدون فريق جديد اسمه في سجل الفائزين بالدرع، بعدما كان الأهلي هو صاحب الإنجاز، بتحقيق أول لقب، وآخر نسخة في الموسم الماضي أيضا مدونة باسمه، بالإضافة لكونه صاحب السجل الأكثر إحرازا للبطولات برصيد 40 بطولة. مع انتهاء الموسم التاسع والخمسين (2017-2018) من الدوري المصري الممتاز، حقّق 46 لاعبًا مختلفًا لقب هداف الدوري، كان للإسماعيلي والأهلي والترسانة نصيب الأسد منها، حيث فاز لاعبوه 11 مرة بلقب الهداف. قبل بدء منافسات النسخة ال60 من مسابقة الدوري المصري، يسلط "يلا كورة" الضوء على النجوم المنسيين الذين تمكنوا من تدوين أسمائهم في سجل الهدافين: "عماشة" محمد عماشة، نجم غزل المحلة في فترة الستينيات والسبعينيات، قادهم لبطولة الدوري المصري الممتاز وتوج وقتها بلقب هدّاف الدوري المصري الممتاز، بعد إحرازه ل12 هدفًا، وذلك في موسم (1972–1973). امتلك غزل المحلة كتيبة في أواخر الستينيات، منهم عمر عبدالله والسياجي وعبدالرحيم خليل وعبدالدايم والسعيد عبدالجواد وحنفي هليل، يقودهم عماشة في الهجوم. تمكن وقتها الجيل الثاني للمحلة من إعادة الفريق لمقارعة الكبار، بعد اعتزال عدد كبير من جيل العمالقة الذي صعد بالمحلة للدوري الممتاز لأول مرة عام 56. لسوء حظ عماشة وجيل المحلة الذهبي وقتها، ما حدث في عام 1967 وهزيمة مصر فيما يعرف تاريخيا بنكسة 67، التي جاء على أثرها تجميد النشاط الرياضي، لكن الفلاحين خلال فترة توقف الدوري التي امتدت حتى عام 1971، شارك في دوري الشركات الذي كان يضم عددا كبيرا من أفضل لاعبي الدوري وحصلوا وقتها على بطولة الجمهورية للشركات. بعد قرار عودة النشاط الكروي في مصر عام 71/72 خاض عماشة ورفاقه 6 مباريات، قبل أن يتم إلغاء الدوري في هذا العام بسبب أحداث الشغب التي تسبب فيها مروان كنفاني حارس مرمى الأهلي أمام الزمالك. عماشة يقود الفلاحين للمجد في موسم 1973/1972، عاد عماشة وكتيبة الفلاحين للدوري مجددا، بعد عودة النشاط، ليسجل المحلة اسمه بأحرف من نور بين الفائزين بالدوري المصري، بعد تحقيق الفوز في 13 لقاء والتعادل في 7 مباريات وخسارة مباراتين فقط. اللقاء الأخير لفريق غزل المحلة كان أمام البلاستيك شهد الكثير من الإثارة، حيث تعرض ثنائي الفريق عبدالرحيم خليل، الجناح الأيمن، ومحسن النحريري المدافع للإصابة قبل المواجهة الحاسمة، فالزمالك على الجانب الآخر كان يحتاج نقطة واحدة للفوز، في ظل أيضا رصد مكافآت مغرية للبلاستيك لتحقيق الفوز على المحلة وحرمان الفلاحين من اللقب. يومها زحفت جماهير المحلة خلف الفريق بأعداد غفيرة وقتها، على متن القطارات المتجهة للقاهرة، وعقب التتويج يومها باللقب حدثت أزمة فى شوارع العاصمة بسبب الاحتفالات الكبيرة للجماهير. بعدها قررت إدارة النادي منح اللاعبين مكافأة بعد الفوز بالدوري قيمتها 550 جنيها لكل لاعب، وانهالت أبضا العروض على اللاعبين من السعودية وسوريا ولبنان وإيران. الهداف عماشة حقق المحلة 33 نقطة ليفوز بالدوري، كان لمحمد عماشة نصيب الأسد من الأهداف، برصيد 12 هدفا، احتل بهم صدارة هدافي المسابقة، التي أقيمت بنظام دوري من دورين، حيث حصل الفائز على نقطتين ونقطة واحدة في حالة التعادل. وامتلك جيل المحلة الفائز بالدوري في نسخة 1972/ 1973 أقوى خط هجوم مع الإسماعيلي، حيث سجلوا 29 هدفا في 22 مباراة، كما كان أقوى خط دفاع المحلة مع الأهلي والزمالك، حيث دخل في مرماهم 10 أهداف في 22 مباراة.
