يلتقي مساء السبت برشلونة وريال مدريد في بطولة الدوري الإسباني، بلقاء الكلاسيكو الذي ينتظره محبي كرة القدم في العالم، وهناك سؤال واحيد يلمع في ذهن كل عشاق الساحرة المستديرة، وهو كيف يسجل أي من الفريقين أهداف في مرمى الآخر؟ إذا تحدثنا عن القدرات الهجومية لبرشلونة وريال مدريد فلا مجال للجدال، فهما أصاحب أكبر معدل تهديف في الدوريات الأوروبية الكبرى خلال الموسم الحالي فبرشلونة المتصدر أحرز 86 هدفا، واستطاع ريال مدريد صاحب المركز الثالث في جدول الترتيب تسجيل 87 هدفا. ويبدو من خلال معدل تهديف كلا الفريقين أن مسألة خروج المباراة بدون أهداف شيء بعيد إلى حدا كبير عن الواقع، وخلال مباراة كهذه لا أحد يسأل من سيفوز، لكن السؤال كم من الأهداف سيسجل كل فريق؟ ومن خلال السطور القادمة، نحاول التعرف على كيفية وصول كلا الفريقين إلى مرمى الآخر من خلال دراسة أسلوب لعب كل فريق خلال مباريات الموسم الحالي. طريق برشلونة لمرمى ريال مدريد اختلف ريال مدريد إلى حد كبير تحت قيادة زين الدين زيدان عن أسلوب اللعب الذي اتبعه الفريق في السنوات الماضية، وحتى عهد المدير الفني الإسباني رافائيل بينيتيز، حيث بدأ الملكي في الاتجاه إلى الهجوم الذي يعتمد على التمرير ونقل الكرة للأمام بشكل منظم، بدلا من أسلوب الهجمة المرتدة. وتؤكد التقارير الإسبانية أن زيدان لن يتخلى عن أسلوبه في اللعب من أجل برشلونة، الأمر الذي يجعل النادي الملكي يعانى على مستوى 3 مراكز خلال المواجهة المنتظرة بالجولة 31 من الليجا. أبرز أزمة ستكون أمام ريال مدريد هي كيف يستطيع النادي الملكي معالجة الأخطاء الدفاعية لدانيلو للظهير الأيمن؟، وتغطية مارسيلو المدافع الأيسر الذي يميل دائما للتقدم، وتعامل الثنائي مع نيمار دا سيلفا، وليونيل ميسي سيكون أمر صعب للغاية، في ظل إمكانات الثنائي التي تتمثل في القدرة على الركض بالكرة والسرعة العالية والمراوغة. تأتي المشكلة الثانية أمام ريال مدريد، في مركز لاعب الوسط المدافع، فدائما ما يكون الخلاف على أمرين هل يلعب كاسيميرو مع قدراته الدفاعية من حيث قطع الكرات وتغطية قلبي الدفاع، وعجزه عن التمرير بشكل جيد؟ أم يلجأ إلى كروس في هذا المركز كما فعل في مباراة أتلتيكو مدريد. اللاعب الألماني بالطبع لديه قدرة أكبر على التمرير من حيث العدد والدقة، فقد تمكن من تمرير الكرة 87 مرة أمام أتلتيكو مدريد بدقة 94%، في حين شارك كاسيميرو أمام روما في عودة دوري الأبطال ولعب 61 تمريرة بدوقة 89%، لكن كروس لم يمتلك قدرة عالية على قطع الكرات. لا يجب النظر إلى كيلور نافاس على أنه نقطة ضعف في ريال مدريد بالرغم من أن ريال مدريد الأكثر استقبالا للأهداف بين أصحاب المراكز الأربعة الأولى، حيث أن الحارس الملكي تمكن من التصدي للكثير من الكرات ومن أفضل حراس الليجا في عدد التصديات. طريق ريال مدريد لمرمى برشلونة طريق النادي الملكي يرتبط دائما بالمفاجأة التي يقدمها لويس انريكي في المباريات الكبرى، فمنذ أن تولى المدرب الإسباني قيادة برشلونة في الموسم الماضي اعتاد على دخول المباريات الكبرى بشكل مختلف عن الذي اعتاد عليه في المباريات الأخرى. فيمكنك أن تتذكر عندما لعب أمام باريس سان جيرمان الموسم الماضي بطريقة 3-5-2، التي أربكت الفريق الباريسي ومنحت الفوز للبرسا، وهناك أيضا المباراة التي واجه بها ريال مدريد في الدور الأول من دوري الموسم الحالي حين لعب بطريقة 4-4-2، واستطاع النادي الكتالوني الفوز بنتيجة 4-0. إصابة ميسي وعدم قدرته على المشاركة في مباراة الدور الأول، ربما تكون قد سهلت على انريكي اختيار اللعب بنيمار وسواريز فقط في الأمام، مع وجود 4 عناصر لتدعيم فكرة الاستحواذ على وسط الملعب، لكن في مباراة السبت ربما لا نرى مفاجأة على مستوى الخط الأمامي. أهم شيء بالنسبة للدفاع هل سيتمكن داني ألفيس وخوردي ألبا من التعامل مع قوة وسرعة الثنائي كرييستيانو رونالدو وجاريث بيل؟ كما أن هناك تحدي آخر في غياب جيرمي ماثيو صاحب القامة الطويلة هو إمكانية التعامل مع العرضيات التي يجيدها ريال مدريد خصوصا وأنها تعد أكبر خطر يهدد برشلونة في المباريات. وسيكون الظهور المثالي لهجوم ريال مدريد يعتمد بشكل أثاثي على وجود ثلاثي "بي بي سي" في أعلى مستوى له لمهاجمة البرسا بسلاح السرعة والقوة والألعاب الهوائية إضافة إلى مرونة الثلاثي على مستوى التمركز التي تربك دفاع المنافس دائما. لمناقشة الكاتب عبر تويتر.. اضغط هنا