بعد الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم مرتين في غضون ثلاثة أعوام تحول مانشستر سيتي إلى فريق أصابته الشيخوخة والضعف وأصبح عاجزا عن ادراك النجاح. هذه هي نظرة الكثير من عشاق مانشستر سيتي الذي برغم الملايين التي ينفقها على تدعيم صفوفه، فإنه على الأرجح سينهي الموسم بدون أي ألقاب وربما بدون مدرب. وفي غضون عشرة أشهر تحول مانويل بيليجريني المدير الفني لمانشستر من بطل إلى رجل يتحمل الكثير من اخفاقات حامل اللقب. وبات سيتي يحتل المركز الرابع في جدول ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز بفارق تسع نقاط خلف تشيلسي المتصدر الذي يمتلك مباراة مؤجلة، وذلك بعد هزيمته على ملعب كريستال بالاس بهدفين مقابل هدف مساء الاثنين. ووفقا لترشيحات المعنيين بكرة القدم فإن بيليجريني بات قريبا جدا من فقدان وظيفته. وقال جاري نيفيل مدافع مانشستر يونايتد سابقا مساء الاثنين في تعليق لشبكة سكاي سبورتس "سيتي يعاني من مشكلة ذهنية، لا يوجد شك في ذلك". وأضاف "الفريق عاجز عن تحقيق النجاح، واعتقد أنه يمر بفترة بشعة". وأوضح نيفيل "عندما تفوز بلقب الدوري يكون لديك النزعة للعودة من جديد بشيء من التعطش، لكنهم لم يفعلوا ذلك، لقد أهدروا كل شيء، لقد صعدوا إلى قمة الجبل ثم سقطوا". وجاء الفشل مجددا في الوصول إلى دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا ليبرهن بقوة على عجز الفريق على المنافسة في البطولات الكبرى. ولكن المسيرة الباهتة التي أسفرت عن تراجع سيتي من شريك تشيلسي في الصدارة إلى المركز الرابع، دون حتى أن يضمن الفريق الصعود إلى دوري أبطال أوروبا في الموسم المقبل، تثير الكثير من علامات القلق. وأكد بيليجريني أمس الاثنين أنه لا يخشى مصيره مع مانشستر سيتي سواء بالبقاء أو الرحيل، ولكن يبدو أن الفريق يتحتم عليه انفاق الكثير من الأموال على ابرام صفقات من العيار الثقيل في فترة الانتقالات الصيفية المقبلة. وأشار جيمي كاراجر مدافع ليفربول الذي تحول إلى ناقد في شبكة سكاي سبورتس إلى أن سيتي يمر بفترة انتقالية. وقال كاراجر "نحن نشاهد فريق كبير في الدوري الإنجليزي الممتاز يصل إلى النهاية، ينبغي أن يتغير الوضع، لقد كان فريقا ضعيفا في أوروبا، لكن الأمر انتهى الآن". وأوضح كاراجر "لقد كان سيتي قبل تطبيق قواعد اللعب المالي النظيف يتعاقد مع أفضل اللاعبين الشباب في البلاد وفي أوروبا، وكان من المفترض أن يكون مستعدا للنهوض، لكنه لم يفعل". وأصبح الإيطالي كارلو انشيلوتي المدير الفني لريال مدريد الأسباني هو المرشح الأبرز لتدريب سيتي خلفا لبيليجريني، ولكن أي كان الوضع فينبغي إعادة هيكلة الفريق الذي بلغ متوسط أعمار لاعبيه 29 عاما في مواجهة كريستال بالاس. ويبلغ يايا توريه وديفيد سيلفا وباكاري سانيا وبابلو زاباليتا ومارتين ديميكيليس وجايل كليتشي وجيمس ميلنر وادين دزيكو والكسندر كولاروف أكثر من 29 عاما بينما يبلغ القائد فينسنت كومباني 28 عاما. كما يحتاج سيتي إلى هداف من طراز فريد بجانب الحاجة الماسة إلى تطوير طريقة اللعب بعد أن حصد تسع نقاط فقط في أخر ست مباريات . وبدعم من الملياردير الإماراتي الشيخ منصور بن زايد ال نهيان، فإن مانشستر سيتي يحتاج إلى الإبقاء على لاعبيه البارزين من أجل العودة إلى القمة بجانب شراء المزيد من النجوم العالميين، ولكن ذلك لا يتنافى مع ضرورة إيجاد قائد ملهم لإدارة دفة الفريق وفي أسرع وقت ممكن.