ما هي الحيل التي ينتظر أن يخرجها لويس فان جال مدرب المنتخب الهولندي من جعبته عندما يلتقي فريقه مع الأرجنتين بقيادة النجم ليونيل ميسي غدا الأربعاء في قبل نهائي بطولة كاس العالم الحالية بالبرازيل؟ فحتى الآن ، جاءت جميع قرارات فان جال بمونديال البرازيل لحظية ومفاجئة مع اقتراب فريقه إلى مسافة انتصارين فقط يفصلانه عن أول لقب له ببطولات كأس العالم. وبدأ فان جال بمفاجاة حاملة اللقب أسبانيا باللعب بطريقة 5 / 3 / 2 لتفوز هولندا 5 / 1 في مباراتها الافتتاحية بالمونديال ، ثم نزل كلاس-يان هونتيلار في الدقائق الأخيرة من مباراة هولندا مع المكسيك في دور ال16 ليقلب نتيجة المباراة رأسا على عقب. وتصاعدت مفاجآت فان جال في دور الثمانية بالبرازيل عندما دفع بالحارس الاحتياطي تيم كرول في اللحظات الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني أمام كوستاريكا ليتمكن الحارس الاحتياطي من إنقاذ تسديدتين لكوستاريكا خلال ضربات الجزاء الترجيحية التي حسمت بها المباراة. وربما يكون أليخاندرو سابيلا متسائلا الآن عما يمكن أن يكون فان جال سيفاجئه به في ساو باولو غدا. وجاءت أولى بوادر مفاجآت فان جال بعودة لاعب خط الوسط نايجل دي يونج إلى تدريبات الفريق البرتقالي من جديد بعد تعرضه لإصابة كان يعتقد أنها ستبعده عن صفوف الفريق لنهاية المونديال ، وذلك مع استعداد هولندا لخامس دور قبل نهائي لها ببطولات كأس العالم في تاريخ البلاد. وربما يصبح دي يونج الآن الورقة الرابحة بالنسبة لفان جال لامتصاص محاولات وجهود النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي في وسط الملعب ، وهو ما سيؤثر بشدة على أداء الأرجنتين التي ستفتقد جهود اللاعب أنخيل دي ماريا لإصابته في فخذه مما قد يسفر عن اعتماد بشكل أكبر على ميسي غدا. وكانت هولندا خسرت نهائي مونديال 1978 أمام الأرجنتين 1 / 3 ، ولكن كرول يرى أنه حتى لو فاز فريقه على الأرجنتين غدا فهم لن يتمكنوا مع ذلك من الحديث عن ثأرهم إلا إذا تمكنوا من إحراز اللقب أيضا. ومازالت خطط لعب فان جال لمباراة الغد غير معروفة ، ولكن المدرب الهولندي أكد أنه بشكل عام لم ينبهر بمستوى أداء الأرجنتين بطلة العالم في عامي 1978 و1986 خلال البطولة الحالية خاصة بعد تأهلها للدور قبل النهائي بالفوز 1 / صفر على بلجيكا في دور الثمانية بهدف مبكر لجونزالو هيجوين. وقال فان جال : "إن الأرجنتين منتخب رائع يضم العديد من اللاعبين أصحاب المهارات الفردية العالية مثل ميسي. ولكن هذا الأمر لم يظهر على هجوم الأرجنتين أمام بلجيكا ، خاصة خلال شوط المباراة الأول". وكما هو الحال بالنسبة لهولندا ، فقد فازت الأرجنتين بجميع مبارياتها الخمس في مونديال البرازيل حتى الآن. ولكنها لم تظهر بمستوى مذهل بخلاف نجمها ميسي الذي سجل أربعة أهداف والذي يبدو قادرا دائما على إحداث الفارق. وشبه سابيلا وجود ميسي بمنتخب الأرجنتين بوجود "الماء في الصحراء" لأنه "كلما وصلت إليه الكرة فإنها تكون سببا للأمل بالنسبة لنا جميعا ، ويصبح الموقف مرعبا ومعقدا بالنسبة لخصومنا". ولاشك في أن خطط سابيلا ستتأثر بغياب دي ماريا. فبعد البداية البطيئة للاعب ريال مدريد الأسباني في المونديال ، تألق دي ماريا ليسجل هدف الفوز للأرجنتين في مرمى سويسرا خلال مباراتهما بدور ال16 . وعاد دي ماريا بعدها ليقدم أداء رائعا أمام بلجيكا قبل أن يخرج من المبارة مصابا. ويرجح أن يفضل سابيلا الدفع بالمخضرم مارتن ديميكيليس في الدفاع من جديد بدلا من فيديريكو فيرنانديز. بينما استعاد سيرخيو أجويرو مهاجم مانشستر سيتي الإنجليزي لياقته البدنية بعد تعافيه من الإصابة ، ويستطيع سابيلا الاستعانة به في خامس ظهور للأرجنتين في الدور قبل النهائي لكأس العالم في تاريخ البلاد والأول لها منذ مونديال 1990 بإيطاليا. ولكن المنتخب الأرجنتيني لا يريد الاكتفاء بهذا الإنجاز. وبعد فوزه 2 / 1 على البوسنة في مباراته الافتتاحية بالمونديال باستاد "ماراكانا" بمدينة ريو دي جانيرو ، يأمل منتخب التانجو في العودة من جديد إلى الاستاد الاسطوري نفسه لخوض نهائي المونديال هناك يوم الأحد المقبل أمام الفائز من مباراة الدور قبل النهائي الأولى اليوم بين البرازيل وألمانيا. وقال ميسي : "لقد حققنا هدفنا الأول ببلوغنا المربع الذهبي. لقد فزنا بجميع مبارياتنا في بطولة كأس العالم حتى الآن ، لنأمل إذا في أن نتمكن من الوصول للمباراة النهائية". واتفق لاعب الوسط خافيير ماسكيرانو مع ميسي قائلا : "سنكون حمقى لو سمحنا لهذه الفرصة أن تضيع من أيدينا ، لأننا لا نعرف ما إذا كانت ستسنح لنا فرصة أخرى كهذه من جديد. إننا على مسافة خطوة واحدة من لعب نهائي كأس العالم ، وهذا ما نريده جميعا".
