عقل المونديال..: فريق يخرج وفريق يبقي ..فريق يمتع وفريق للنسيان

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
مع دخولنا في مرحلة الحسم سنحاول إلقاء مقارنات سريعة بين فرق تستحق الوقوف عندها سلبا وإيجابا لنعرف مدي تأثير المدرب واللاعبون ومقعد البدلاء
فريق يخرج ( إيطاليا )
خرج الفريق الإيطالي بعد مباراة رائعة تكتيكيا أمام إنجلترا ولكن خسارة أمام كوستاريكا واورجواي أطاحت بالفريق من دوري المجموعات للمرة الثانية علي التوالي ..والسبب كما قلنا في تحليل مباراة إنجلترا.. نقطة القوة تصبح نقطة ضعف.
برانديللي هاجم في مباراة كوستاريكا بلاعبين أصحاب نزعة دفاعية أو لاعبين يملكون القدرة علي التمرير ..لا يوجد اختراقات نقل الكرة بشكل بطئ يتيح للمنافس إعادة تنظيم صفوفه.. خطأ بسيط نتيجته هدف ولا يوجد تغيير في نوعية اللاعبين.
في مباراة الاورجواي ..لن اتوقف أمام عضة سواريز فكم الدفع الذي كان يقوم به دفاع إيطاليا عندما يتسلم كافاني او سواريز الكرة خاصة من بونوتشي ..وقوف دي شيليو أمام لوديرو كلها امور مشروعة ومعتادة من الطليان ..صحيح أن تصرف سواريز كان أكثر شراسة وعنفا ولكنه ليس شماعة لخروج إيطاليا ..تماما مثلما تناست الصحافة الإنجليزية ( كارثة ) منتخبها وركزت علي تصرف سواريز.
نعود للجزء التكتيكي ..برانديللي لعب 5-3-2 .. بيرلو علي الدائرة وفيراتي وماركيزيو (box to box ) ..ليس معني أن خطة هولندا أو المكسيك نجحت أنها ستنجح مع كل الفرق ..العبرة هنا بإمكانيات اللاعبين.
بيرلو بات متأخرا كما يلعب في اليوفي فيراتي ينقل الكرة للجزء الهجومي بتمريرات قصيرة لكن دون انطلاق خلف المهاجمين.. ماركيزيو ينطلق بعد ان يأخذ لاعبو أورجواي مواقعهم الدفاعية ولا يوجد داعي للحديث عن بالوتيللي وإيموبلي .. دي شيللو ودراميان لا ينطلقان بالكرة ولا بدون كرة والنتيجة عقم تام ..وهنا نذهب لفريق لعب بتكتيك مشابة ساعده في الوصول للدور الثاني.
الصورة المقبلة توضح قوة وضعف إيطاليا
فريق يبقي ( المكسيك )
هيريرا لعب بشكل متدرج وحافظ علي النظم التكتيكي للفريق خلال ثلاثة مباريات لم يطمع في الكاميرون مبكرا ..حصد النقاط ودافع أمام البرازيل اتزن ادائه امام كرواتيا دافع بجدية وكان لديه خطة للهجوم المرتد بلاعبين يؤهلونه لذلك.
5-3-2 مثل إيطاليا .. ولكن في المكسيك تمتلك لايون واجويلار ( جناحي مدافعين ) سرعات جيدة وقدرة علي القيام بدور هجومي مؤثر .. ثلاثة لاعبين في عمق الملعب متنوعون ..فازكويز يقوم بالإرتكاز الصريح ..هيريرا box to box وخواردادو يلعب كجناح مواجه لرأس الحربة الثاني في المكسيك.
دوس سانتوس .. يتحرك بحرية خلف بيرالتا يلعب في الجانب الأخر امام خوردادو.ذلك يعطي فرصة لهيريرا بالتحول لصانع لعب في العمق ..يبقي فازكويز وحيدا في العمق ولكن هيريرا ( المدرب ) يعطي تعليماته لماركيز بأن يتقدم لمساندة فازكويز False Back لتتحول الطريقة هجوميا 4-2-3-1 دون أن يبتعد ماركيز كثيرا عن هيكتور مورينيو ورودريجيز قلبي الدفاع .. طبعا لك أن تتخيل كيف يؤثر ( غرور وتعالي ) بالوتيللي علي أداء خطة إيطاليا مقارنة بدوس سانتوس مثلا وأن تتخيل دعم كيلليني هجوميا لأطراف الملعب من جهة دي شيللو !!!!
إحتياطيون يؤدون نفس الأدوار بنفس الطاقات ..بينا وتشيشاريتو أوراق مؤثرة أستخدمها هيريرا لإعطاء الفريق الإستمرارية ولكن برانديللي لم تكن لديه دكة بدلاء قادرة علي صنع فارق هجوميا.
الصورة المقبلة توضح إنتشار المكسيك
فريق يمتع ( كولومبيا )
نموذج لفريق شاب يلعب كرة قدم سريعة بدون تعالي ..نجوم يفضلون أن تصل الكرة للشباك بغض النظر عمن يسجل تعاون لأقصي الحدود.. وسط وهجوم يلعب بأقصى طاقته ليعوض سلبيات خط دفاعه مدرب يعرف يحتفظ بجوارين بجواره وتشعر بأن سانشيز واجويلار هما ثنائي ارتكاز البطولة.
4-2-3-1 ..يعتمدها بيكرمان معتمدا علي أميرو وزنوجيا بينهما يابس وزاباتا ..ثنائي إرتكاز رائع (سانشيز واجويلار ) ثلاثي متنوع كوردادو يلعب علي الخط وجيمس رودريجيز صانع ألعاب إيباربو رأس حربة متحرك يلعب في الوسط خلف تيو جويتريز.
مدرب يقدم تكتيكا واضحا يساعده لاعبون متميزون ( مهاريا ) وملتزمين ( تكتيكيا ) .. اللعب between positions هو النهج الأبرز لكولومبيا لا يهم إن كنت تواجه منافسا يلعب بثلاثي خلفي أو ثلاثي ارتكاز فكل لاعب يجد لنفسه مكانا علي أرض الملعب .. لا يتسلم الكرة إلا من وضع الحركة ونادرا ما يكون هناك تمرير ووقوف علي الكرة.
إيباربو يلعب خلف الظهير الأيمن للمنافس يجبر قلب الدفاع علي مراقبته ..يتحرك جويتريز بخط مائل للعمق تتاح الفرصة لجيمس بان يمرر لخيارين في الأمام أو إنتظار طلقة صاروخية من الخلف ( كودرادو ).
يابس وزاباتا قلبي دفاع الميلان وما أدارك ما الميلان الآن .. ولكنهما مع كولومبيا أفضل حالا من ثلاثي إيطاليا مثلا أو من ثنائي أسبانيا أو إنجلترا وهو ما يدعونا لمعرفة أن الدفاع يبدأ دائما من خط الهجوم وأن خط الوسط لديه العبء الأكبر في حماية الدفاع وتقديم العون للهجوم وهو ما أبدع فيه بيكرمان بالإبقاء علي جوارين رغم قدرته علي الإنطلاق ولكنه فضل تأمين الوسط تماما بسانشيز وأجويلار ينضم إليهما رودريجيز
الصورة المقبلة توضح قوة كولومبيا
فريق للنسيان ( كوت ديفوار )
هل أصابك الحنق وأنت تشاهد كوت ديفوار وباقي الفرق الأفريقية ؟ ..بالتأكيد نعم فرغم كل فصول فرق قارتنا السمراء إلا أننا نعود لنشجعها بقوة أكبر في كل مرة علي أمل تعلم الدرس ولكن دون فائدة ..القرعة الصعبة كانت سببا في خروج العاجيين في 2006 و2010 ولكن لاموشيه كان السبب في 2014.
4-2-1-3 ..النهج التكتيكي للكوت ديفوار باختيارات عجيبة لزوكورا في الدفاع واعجب لسري دي في وسط الملعب وغياب تام لمركز الجناح المقابل لجيرفينهو وأعني هنا ( الخدعة ) سالمون كالو.
تناقل وبطء في التحرك .. تمرير الكرة دون اهتمام كل ذلك أجبر لاموشيه علي وضع ( الاستثنائي ) يايا توريه كصانع لعب خلف ثلاثي المقدمة فهو الوحيد الذي يلعب الكرة دون ( عقد نفسيه ) تجاه زملاؤه دون فائدة.
جيرفينيو ربما يكون الأفضل من ناحية المهارة ولكن تعاونه مع توريه أكثر من ( بوني وكالو ) نفس مشكلة غانا ..لذلك تبقي الخطورة خلف منطقة الجزاء وليس داخلها.

لا أعرف كيف يلعب لاعب مثل سري دي كأساسي في الكوت ديفوار بل ولاعبا في بازل ..لا أعرف أصلا كيف يلعب سري دي كرة القدم ..لا يجيد التمرير لا يجيد الضغط لا يجيد الاستخلاص يجيد فقط أن يندم بعد الأخطاء شاركه بالطبع تيوتي ولكن الأخير أقل ضررا من الكارثة سري دي.
ضربة الجزاء ظالمة ومتعنتة وفيها كل أنواع المكر من ساماراس ..قل ماشئت ولكنها كرة القدم فريق يهاجم في الدقيقة 93 بخمسة لاعبين ومرماه مكشوف وهو لا يحتاج للهجوم ..لاعبين لا يعرفون كيف يقفون علي الكرة أو ينهون الهجمة بشكل مثالي أو الحصول علي ركلة ركنية ..فريق مثل هذا كان سيجعلك أن تتعاطف معه امام كوستاريكا مع أن الأخيرة تقدم أداء أرقي ..الخروج بمثل هذه الطريقة أفضل شيء حدث للاعبين مغرورين لا يلعبون بنصف ما يلعبون داخل أنديتهم وبين مدرب لو أعتمد علي ارتكاز سيوي سبورت أو أسيك أبيدجان كان سيكون أفضل حالا من سري دي.
الصورة المقبلة توضح إنهيار كوت ديفوار

للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك إضغط هنا