هؤلاء ليسوا هلاليين!!

من يصفي حساباته مع الادارة فهو لا يحب الهلال، ومن يستغل الظروف للانتقاص من الجهاز الفني من دون مراعاة لمصلحة الكيان فهو انسان يكره ان يستقيم العود الأزرق، ومن يرفع عقيرته لجلد اللاعبين لإحباطهم فقط فهو ينتظر مثل هذه الظروف ليزيد من هدم "الزعيم" وفتح جبهة من الخلافات.
نعم هناك اخطاء ادارية واخرى فنية وثالثة من اللاعبين، ولكن التربص بالأشخاص لا يعكس الانتماء والوفاء ومحاولة اصلاح ما يمكن اصلاحه بعيدا عن التشنج وشخصنة الامور وصب الزيت على النار خصوصا مع اقتراب الموسم من نهايته، انما يكشف من يتحين الفرص ليزيد الهموم الزرقاء، خذوا مثالًا؛ الرئيس الشرفي الامير بندر بن محمد وشرفيون آخرون حتما هم غير راضين عن الاوضاع، وبإمكانهم الخروج عبر الاعلام، ولكنهم لم يفعلوا؛ لأنهم لو فعلوا ذلك سيكون هناك صفان، الأول معهم والآخر ضدهم والضحية النادي، وهذا الصمت يحسب لهم خصوصا مع نهاية الموسم.
الهلال بوضعه الراهن ونتائجه غير المرضية وصورته الباهتة ومستقبله الغامض وشوكته المكسورة لا يحتاج الى اصوات تقصي هذا وتقرب ذاك وتتيح لأعدائه شق صفوفه وتمزيق ترابطه وتكاتف رجاله، يحتاج الى الحكمة وصوت العقل وتقييم العمل بعيدا عن الانفعال ورمي الاتهامات، لابد للمجلس الشرفي ان يؤدي دوره والادارة تتخلى عن سباتها واللاعبين يستشعرون المسؤولية والجهاز الفني يدرك خطورة الوضع، من يريد ان يعزل الادارة عن الاخفاق فهو مخطئ، ومن يدافع عن الشرفيين فهو غلطان، ومن ينافح عن النجوم فهو يختزل الكيان بوجودهم فقط، ومن يستميت بالدفاع عن المدرب فهو لايرى الا جزءًا صغيرًا من هذا الهلال.
زعيم آسيا ونادي القرن ومعقل البطولات سلسلة متصلة مع بعضها البعض واجيال متعاقبة، الكل منها يسلم الراية للآخر، هكذا عهدناه منذ تأسيسه على يد الشيخ عبدالرحمن بن سعيد يرحمه الله الى ان اصبح زعيما لأكبر القارات، لم نعهد التراشق والاتهامات ونشر الغسيل وضرب العلاقة الازلية بين رجاله وجماهيره ولاعبيه ومدربيه واعلامه، نعم هناك خلل كبير، ولكن ماهي الفائدة من مهاجمة الادارة او اللاعبين والجهاز الفني بعيدا عن مصلحة الكيان، الاختلاف طبيعي والاخطاء واردة، ولكن من غير الطبيعي ان تكون لغة تصفية الحسابات هي لغة الهلاليين الذين يضرب بهم المثل في لم شملهم والحفاظ على كيانهم.
مع نهاية الموسم من الممكن ان يكون هناك كشف حساب ونقد للعمل ولكن بعيد عن الخلافات واستغلال الاخفاق لتمزيق اللحمة الزرقاء وتقديم الكيان لقمة سائغة وفريقا يعاني من الوهن، الامراء بندر بن محمد ومشاري بن سعود وفيصل بن سعود وخالد بن طلال وفيصل بن سلطان ونواف وخالد وفهد بن محمد واحمد بن سلطان ومحمد بن فيصل واسماء شرفية تدعم وترفض ذكر الاسماء امامهم مسؤولية كبيرة للتصدي لأي صداع وتصدع، عليهم من الآن التخطيط لعقد اجتماع موسع بعد نهاية الموسم، ونظن ان الرئيس الشرفي قادر على تقديم المفاجأة لأنصار "الزعيم" عندما يضع الرمزين الكبيرين الامير سلطان بن محمد والامير الوليد بن طلال على طاولة واحدة مع الشرفيين لتأمين المشورة والدعم المادي ومنح النادي الكبير قوة جديدة، وقدوة يحتذى بها.
خاتمة:
الهلاليون غضبوا لإخفاق فريقهم في موسم واحد فقط؛ فماذا نقول عن الذي لازمه الفشل اعواما طويلة.. ولم ينهض إلا بعدما توفرت له وسائل النهوض؟