في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.. كيف تتحدي متصدر الدوري الإنجليزي في ملعبه ؟ هذا السؤال بالتأكيد شغل عقل كلوب حتي وهو مدربا لبروسيا دورتموند فمواجهة أرسنال أوزيل هذا العالم ليست مثل باقي الأعوام ..الفكرة بسيطة .. اجعل قوة المدفعجية نقطة نهاية الهجمة .. هو الأمر الذي جعل فينجر يفشل في الإطمئنان علي مستقبله في دوري الأبطال في مباريات العودة بالنظر إلي خروجه مرتين إلي سيجنال دونا بارك وإلي السان باولو سيناريو اللقاء اعتمد فينجر علي نفس طريقته 4-3-2-1 بوجود جيبس وكوسولين وميرتساكر وسانيا في الدفاع ولعب في الوسط رامسي وأرتيتا وويلشاير وتولي الثنائي اوزيل وروزيسكي مهماة صناعة اللعب خلف جيرو. في المقابل لعب كلوب 4-2-3-1 بتواجد جروسكرويتس وسوبوتيش وهوملز وشميلزر في الدفاع أمامهم الثنائي نوري شاهين وبيندر خلف الثلاثي بلازسكوفسكي ومختاريان وريوس وتولي مهمة رأس الحربة ليفاندوفسكي. غياب فيلاميني أجبر فينجر علي إعادة رامسي لمهام دفاعية أكثر وتحرر ويلشاير امام سانيا من أجل مهاجمة الجبهة اليسري لدورتموند املا في إيقاف خطورة ريوس ولكن ..لماذا غاب لاعبي الأرسنال عن ملعب الإمارات في الشوط الأول. نقطة قوة الأرسنال اجعلها نهاية الهجمة لهم .. هذا ما اعتمده يورجين لمواجهة فينجر فتواجد روزيسكي وأوزيل في العمق جعل كلوب يصنع كماشة من ( بيندر وشاهين ) من الوسط الدفاعي ..بلازسكوفسكي من اليمين ..مختاريان من الامام ..لخنق تمريرات لاعبي الأرسنال في العمق. ساعد كلوب في هذا .. أداء روزيسكي الباهت الذي استسلم للرقابة وبدلا من أن يهرب للأطراف كان يهرب إلي الخلف دون إنطلاق من أحد ثنائي الوسط ..وهنا كان يقابل مختاريان .. الأسوأ من هذا لروزيسكي أنه لم يفكر كثيرا في تنشيط جيبس المنطلق في أكثر من مرة ولكنه كان يفضل الدخول ..لجحيم عمق دورتموند. هناك لاعبين يمكنك ان تطلق عليهم نجوما ولكن القليلين جدا يمكن أن تطلق عليهم لاعب متكامل بمعني الكلمة أي أنه يؤدي كل الأدوار في كل الأماكن بنفس الكفاءة ..واعني بكلامي ماركو ريوس. قدرات ريوس الهائلة فنيا وبدنيا والذي استغلها كلوب كثيرا الموسم الماضي يبدو أنها ستتوهج أكثر في هذا الموسم فريوس يلعب أينما يحلو له بحرية الأهم من هذا أنه دائما يتواجد بكفاءة خلف ثنائي الارتكاز .. خلف المدافعين .. خلف ظهيري الجنب ..باختصار زئبقي . مع التركيز المتوقع علي ليفاندوفسكي ومختاريان في العمق أماما ووسطا تبقي الأطراف كلمة السر ..ولكن كلوب استفاد من حرية حركة ريوس ليزعج فينجر في ليلة ميلاده .دفاعا وهجوما ..شاهد الفيديو التالي : ماركو ريوس_0001 by ayman100100 بالرغم من ضرورة التغيير المبكر للأرسنال لعلاج عطب نصف الملعب إلا أن فينجر اكتفى بتعديل بسيط في وسط الملعب من الداخل بأن يلعب أوزيل جناحا أيمن صريح علي جروسكروتس ( الأقل رشاقة ) عاد المدفعجية أكثر مع دخول كازورلا الذي فتح الملعب اكثر من الجانب الأيسر ودخل للعمق في الوقت المناسب وبهذا تغيرت دفة المباراة من سيطرة بروسيا إلي سيطرة الأرسنال. رجوع روزيسكي إلي منطقة الوسط الدفاعية بجوار رامسي وأرتيتا كان أفضل لأرسنال كشكل تكتيكي يتيج لكازورلا وأوزيل تقديم الحلول الهجومية ..ولكن بقيت المشكلة في أداء اللاعب التشيكي نفسه وليس في توظيفه ( مثال واضح لك عزيزي القارىء متي تنتقد المدرب ومتي تنتقد اللاعب ) المدرب الذكي الذي يستطيع أن يتعامل مع كافة ظروف المباراة بتوظيف اللاعبين بشكل أفضل فمع سيطرة الأرسنال وتواجد مساحات أكثر في منطقة دفاعه لعب كلوب علي الهجمات المرتدة وهذا يعني دخول أوبيميانج للهجوم وإستبدال مختاريان صانع اللعب بهوفمان في القلب وترك حرية أكثر وأكثر لريوس واللعب 4-3-2-1 اللعب خارج الأرض الأن أصبح ميزة أكبر في ظل سرعات المهاجمين الأعلي من المدافعين في كل أندية العالم .. فهل يكون والكوت هو تميمة حظ الأرسنال في مباريات العودة في دوري المجموعات ..فرصة الأرسنال ليست صعبة بالرغم من الخروج مرتين امام المنافسين المباشرين له أخيرا المتعة الكروية لم تكن حاضرة كثيرا في صناعة الفرص ولكن الدرس التكتيكي الذي أعطاه ريوس في كيفية التخلص من رقيبه كان متعة اخري للتواصل مع الكاتب على الفيس بووك