تسير الأمور في نادي الشباب معقل الليوث على غير ما يشتهي السفن فالفريق يترنح هذا الموسم على الرغم من التغييرات التي طرأت على الفريق إلا أن الأخبار التي ترد من نادي الشباب تؤكد أن هذا الموسم سيكون مفصلياً في مسيرة شيخ الأندية و ربما سيشهد هزة قد تعصف بكيان الفريق فترة طويلة . الاستغناء عن أفضل اللاعبين : الشباب افتقد كثيراً خدمات مهاجمه ناصر الشمراني الذي يعد من أفضل المهاجمين في تاريخ المملكة و صاحب الأهداف المؤثرة و الأرقام القياسية المرموقة و الذي كان زلزلزالاً على دفاعات المنافسين لم يستطع أحداً إيقافه و سجل في مرمى كل فرق الدوري السعودي و على الرغم من ذلك تم الاستغناء عنه ببساطة شديدة ليذهب للمنافس العاصمي الآخر الزعيم الأزرق و لم تفلح محاولات ترميم الخط الأمامي بنايف هزازي الذي انتقل من بيت النمور لعرين الأسود . الشمراني مهاجم شامل متحرك يجيد إحراز الأهداف من كل الزوايا و بكل الطرق كما أنه يجيد صناعة الأهداف و التحرك و الضغط على المدافعين بقوة على العكس من هزازي الذي يعد صاحب الرأس الذهبية في الدوري السعودي و رائد الفضاء السعودي بلا منازع فهو أفضل من أجاد ضربات الرأس في الملاعب العربية إلا أنه لا يستطيع سد فراغ الشمراني على الرغم من كونه هداف الفريق حتى هذه اللحظة . ببساطة لأن أسلوب اللعب مخلتفاً تماماً عن الاتحاد فالشباب يلعب دائماً على الاختراق من العمق خاصة و أنه لديه لاعبون يجيدون الاختراق و التمرير السليم على رأسهم النجم أحمد عطيف صانع الألعاب و رمانة ميزان خط الوسط الشبابي . مهاجم آخر كان من أفضل المهاحمين المحترفين في المملكة صال و جال مع الاتفاق كثيراً قبل أن يغير وجهته للشباب و يتألق بين صفوفه ألا و هو الأرجنتيني سباستيان تيجالي المهاجم صاحب الطول الفارع و المهارة العالية و الذي تخلى عنه الشباب بسهولة دون تعويضه بلاعب يفوقه أو على أقل تقدير يساويه و هو ما خلق خللاً واضحاً في هجوم الشباب أحد أهم أسلحة الفريق على مدار السنوات الماضية . بوردوم و فيريرا : التخلي عن المدرب البلجيكي بوردوم بعد تردي الأوضاع في بداية الموسم و خسارة لقب الدوري الموسم الماضي و الفشل الآسيوي سبباً آخر يدعو للقلق على أحوال الشبابيين خاصة و أن البديل وهو بلجيكي آخر لم يكن على المستوى المأمول ولم تفلح محاولات الإدارة الشبابية في رأب الصدع بينها و بينه أو حتى إخفاؤه عن عيون اللاعبين و الجماهير و الإعلام و بدا جلياً أن فيريرا سيلقى مصير مواطنه آجلاً أم عاجلاً على الرغم من الفوز على الاتفاق و الدخول في المربع الذهبي إلا أن هذا الفوز أجل المواجهة القادمة لا محالة خاصة مع توقف الدوري و هو ما تعتبره إدارة الليوث فرصة للدخول في مفاوضات مع مدرب جديد يستطيع لم شمل الفريق و إنقاذ ما يمكن إنقاذه خاصة و أنه من الممكن جداً المنافسة على الألقاب و خاصة الدوري لو تماسك الفريق و لعب على قدرات لاعبيه الفعلية فلاعبوه يمتلكون الكثير ليقدموه . الأفضل للجميع الانتظار و عدم تعجل الأمور فيريرا لم يقد الفريق سوى في ثلاثة لقاءات بعد رحيل بوردوم ووصل للمربع الذهبي فعدد المبارايات ليس كافياً للحكم على مدرب لم يخض مع فريقه فترة إعداد مناسبة و لم يختار لاعبيه و بالتالي يأخذ الكثير من الوقت حتى يتصل معهم ذهنياً و يستطيع فرض أسلوبه على الفريق و اللاعبين و بالتالي تحقيق النتائج و الحكم عليه فنياً يصبح أكثر واقعياً خاصة و أن بقاء فيريرا لن يكلف الفريق الكثير مثل رحيله القشة الأخيرة التي ستقصم ظهر الليث و هو الحديث عن تخلي رئيس النادي خالد البلطان عن موقعه و ترك منصبه و هو ما يعني أن الفريق الذي حسدته الأندية كلها لسنوات على استقراره مادياً و فنياً و إدارياً يدخل بقوة في نفق عدم الاستقرار الفني و الإداري على الرغم من كفاءة البديل المطروح أو المعلن عنه في وسائل الإعلام .. التغيير في منتصف موسم لا يجدي نفعاً حتى لو كان تغييراً للأفضل فلن يؤتي ثماره و بالتالي سيدخل الفريق في دوامة التغيير و البحث عن الاستقرار مما يهدد كيان الفريق لفترة طويلة . البلطان و الحكمة المفقودة البلطان الذي طالما تحلى بالحكمة و الموهبة في إدارة الأزمات التي مرت بالفريق في فترة ولايته فكان يجب عليه ألا يتعجل في الإفصاح عن مشاعره أو ما يعتمل في صدره و نيته في الرحيل عن النادي في الفترة المقبلة , و هو ما سيسبب هزة نفسية للفريق و اللاعبين , ربما لديه ما يجعله يأخذ هذا القرار في هذا التوقيت أو عليه ضغوط أو إنها بالونة اختبار أطلقها البلطان لإرسال رسائل للبعض ولكن في مثل هذا الوقت فإن هذا التصرف افتقد للحكمة, فالتوقيت غير مناسب تماماً لاختلاق مشكلات لم تكن أصلاً موجودة في الفريق . و كان من باب أولى الانتظار و عدم الضغط على اللاعبين و الفريق في تلك اللحظات الحرجة فالفريق مازال لديه الكثير ليقدمه هذا الموسم لو تحلى المسؤولون عنه بقدر من التروي و الحكمة كما كانوا في السابق .