تناقضات مسؤولي اتحاد الكرة وغياب التنسيق يفضحه خطاب «الأمين»!

لم يستحق موضوع دخول العنصر النسائي الأجنبي إلى أستاد الملك فهد الدولي بالرياض خلال مباريات الدورة الكروية الودية بين السعودية ونيوزلندا، والامارات وترينيداد وتوباغو تلك الضجة الإعلامية، وحالة الهرج والمرج والتأكيد والنفي، والأخذ والعطاء، والتصريحات ثم التراجع من مسؤولي الاتحاد السعودي، اذا ما وضعنا بالاعتبار ان هذا الاتحاد من خلال أمينه العام ارسل خطابا الى مدير الأستاد الدولي يطلب فيه توفير اماكن خاصة للعنصر النسائي، كان عليه اولا ان يراجع حساباته حول هذا الخطاب بدلا من الخروج بالنفي على لسان اكثر من شخص بداية بالاتحاد نفسه، ثم نائب الرئيس محمد النويصر، قبل ان يخرج الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير نواف وينفي هو الآخر ويؤكد فتح ملف التحقيق في القضية، يفترض من البداية ان لا يثير الاتحاد هذا الهرج وان يعترف بأن هناك سماحا لعوائل الجاليات بدلا من النفي وهو الذي ارسل خطابا الى الملعب، الا اذا كان كل شخص يعمل منفردا ولا يعلم بما يفعله الآخر فتلك مصيبة، ثم ما اهمية المتحدث الرسمي اذا كان الكل يتجاوزه ويتحدث بطريقته الخاصة ويشتت الصورة ويثير التساؤلات؟
يقول نفي الاتحاد السعودي( لم يتم الإعلان رسمياً عن السماح للعائلات بدخول مدرجات استاد الملك فهد الدولي في العاصمة الرياض لحضور مباريات بطولة ال"OSN" الدولية الودية ولا صحة لما تردد من السماح للعائلات بحضور المباريات،
ومع احترامنا وتقديرنا لجميع العائلات من مختلف الجاليات الأجنبية المقيمة في بلدهم الثاني السعودية).
ما حدث لا يدعو للتملص وتغييب الحقيقة.. ونتائج التحقيق لن تختلف عن نتائج قضايا سابقة!
وفي الجزئية الأخيرة تأكيد بالمنع المطلق للعنصر النسائي السعودي وغير السعودي، وهذا ما يتنافى مع خطاب الأمين العام وتصريح المتحدث الرسمي باسم الاتحاد عدنان المعيبد الذي نفى إمكانية دخول المشجعة السعودية لحضور مباريات بطولة OSN مع تأكيده عبر تصريح اذاعي على ان دخول العائلات سيكون محصوراً على الجاليات الأجنبية فقط.
فيما أكد نائب رئيس الاتحاد السعودي محمد النويصر عدم إمكانية النساء بشكل عام الدخول للملاعب الرياضية في السعودية، وقال: "ليس صحيحا السماح بدخول العوائل للملاعب وهذا الامر ليس من صلاحية الاتحاد السعودي ولم يصدر أي تعليمات بهذا الخصوص".
اما الأمير نواف بن فيصل فقال عبر حسابه في موقع التواصل (تويتر) ونقلته وسائل الاعلام المختلفة: "سيتم التحقيق مع أي مسؤول تحدث في غير اختصاصه، وخبر دخول النساء للملاعب السعودية غير صحيح جملة وتفصيلا وليس هناك أي أمر بذلك، وإن حصل دخول للنساء للملاعب في أي مناسبة سواء رياضية او غير رياضية من دخول دبلوماسيين أو اعلاميين أو جالية فهي على مسؤولية سفارة ذلك البلد، وآمل من الجميع تحري الدقة في مثل هذه الأمور والتأكد قبل نشر أي شيء، طلبت من الجهات المعنية في اتحاد القدم وحسب مايسمح به النظام اتخاذ اللازم".
امام جملة هذه التصريحات فالأمر لا يستحق هذا التناقض لولا ان هناك حلقة اتصال مفقودة، لا نعلم من المسؤول عنها اتحاد الكرة الذي لم يوضح الصورة كاملة في البداية، ام الأمين العام الذي اكتفى بالتوقيع على الخطاب، ام المتحدث الرسمي الذي صرح عن دخول النساء بطريقته الخاصة وحسب ماهو متوفر لديه من معلومات، ويبدو ان الرئيس العام عندما نفي دخول النساء لا يعلم عن خطاب الأمانة الذي ارسل الى الملعب ونشر في الزميلة الشرق أول من أمس (الجمعة)، وللعلم فهناك مباريات وبطولات سابقة اقيمت في السعودية حضرها العنصر النسائي الاجنبي فلماذا الفزع هذه المرة؟
كيف ينفي الاتحاد على لسان متحدثه ونائب الرئيس دخول النساء الى الملاعب جملة وتفصيلا في الوقت الذي كان خطاب الامانة على طاولة مدير ملعب استاد الملك فهد؟، وفي كل الاحوال فالاتحاد يعكس بهذا العمل عدم التنظيم والتنسيق والتفاهم وترك كل مسؤول يتحدث فيما يخصه بدلا من السباق على النفي وتتويه المتابع قبل ان تظهر التناقضات وتنكشف الحقيقة لتقف عند التصريحات والبيانات المتناقضة، ويتضح ان (السماح تم) وان هناك سيدات اجنبيات دخلن الى الملعب وحضرن مباراة السعودية ونيوزلندا، وقبلها لقاء الامارات وترينيداد وتوباغو.
لذلك فإن فتح ملف التحقيق لا فائدة منه، مجرد "شوشرة" ربما يذكرنا بالتحقيق في قضية منع الايتام من الدخول الى ارض استاد الملك فهد الدولي بالرياض بين النصر والاهلي في اياب ربع نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، ما يحدث يبدو تمييعا للحقيقة، وامتصاصا للانتقادات و"تبريداً" للمساءلة والنهاية لا تحقيق ولا نتائج ولا قرارات ولاهم يحزنون، ايضا يذكرنا بحوادث وقضايا سابقة اهم مما حدث ومن ابرزها ملف قضية (الرشوة) في مباراة الوحدة ونجران، ثم ملف لجنة التحقيق في ديون نادي الاتحاد التي شكلت من رعاية الشباب قبل ان تحفظ النتائج في الادراج حتى اصبح المذنب يجزم مجرد سماعه لخبر تشكيل لجنة ان الأمر (برد وسلام).