لايزال تحييد لغة المجاملات والابتعاد عمن يدفع الى التأويلات والظنون لدى الاتحاد السعودي بأعضائه الجدد شبه معدوم، وهناك قضايا يبادر بمعالجتها فور وقوعها وكأنه خصص نفسه للعمل تجاهها فقط، واخرى تكون اكثر وضوحا وتحتاج الى كبح جماح اصحابها والتصدي لهم ولكنه وقف متفرجا وكأنه يشجعهم على التمادي. ومثل هذه المواقف المتباينة لاتعكس وجود اتحاد قوي صاحب قرارات ونفوذ وفق ما يتوفر لديه من صلاحيات وانظمة ولوائح وجهة مرجعها (الفيفا) مباشرة. وما كشف هذا الضعف التضارب في التجديد مع الاسباني لوبيز وقيمة عقد ريكارد والشرط الجزائي والتردد في اختيار حكام اجانب لنهائي كأس ولي العهد وشحن الاجواء بتصريحات وبيانات ليس لها مبرر وهو الذي يعرف مسبقا اهمية المباراة، وما اثير حول انذارات سلمان الفرج، وقبل ذلك حادثة لجنة الرقابة على المنشطات وحسين عبدالغني وما تلاها من ردود فعل واتهامات من دون ان يعرف المتابع من هو المذنب ربما اللجنة او العكس(المهم ان يكون هناك قرارات وايضاحات تبعد التهمة عن البرئ وتوقع العقوبة المناسبة ضد المخطئ)، ثم عدم الكشف عن الصيغة التي ارسلت الى (الفيفا) والرد حول تسجيل اللاعب اليوناني خاريستياس وما اعقبها من شكوك وظنون وصمت غريب من دون ان يوضح الاتحاد السعودي الصورة ومع من الحق وضد من؟ تلا ذلك عدم صعود الاوروغوياني كارينيو الى المنصة في حضرة راعي المباراة النهائية على كأس ولي العهد على الرغم من ان لائحة الانضباط واضحة وصريحة، ثم حادثة البصق في الكويت التي اثمرت فقط عن بيان مقتضب. هذه المواقف أثارت ولاتزال تثير علامات استفهام جعلت الاتهامات بالضعف تتجه مباشرة الى الخبير احمد الذي تفاءل الكثير بانتخابه رئيسا عطفا على خبرته الرياضية العريضة وقربه من اصحاب القرار وإلمامه الكامل بتراكمات الاخطاء في المرحلة التي سبقت تزكيته وتنصيبه رئيساً ومسبباتها والعوامل التي ساعدت على استفحالها بصورة غير مقبولة. من السهل جدا ان يُطبق النظام على الاندية الصغيرة التي عادة لايكون لها ظهر واقلام تدافع عنها وشرفيون يدعمونها وجماهير تساندها والباحثون عن الانصاف لايغضبون من النظام باستثناء من اعتاد التجاوز، ولكن من الصعب ان يعرف المسؤول كيف يتصدى لتجاوزات الكبار حتى يقود السفينة لعبور الامواج المتلاطمة نحو شاطئ الامان ويقنع الجميع بسلامة خطواته وتوجهه وتعامله وقدرته على ادارة الاحداث باسلوب يضمن الانصاف للجميع ويرد اعتبار المظلوم ويقوّم خطأ المذنب ويعيد للوسط هيبته مالم يضع الحزم والفهم الجيد للواقع والعدل شعارا له. واذا ما استمرت المواقف والقرارات مثلما يحدث حاليا من الاتحاد ورئيسه فهذا مؤشر على ان المشهد الرياضي لن يتغير عن السابق بعدما كان الجميع يترقب النتائج للبرامج التي اعلنها احمد عيد واكد خلالها ان الشفافية والعدل والحياد ستكون شعاره في العمل والتعامل، ولكننا لم نلمس اياً منها حتى الآن، ومما جعل الاسئلة تتكاثر حول عدم اعلان تشكيلات اللجان المهمة، وهذا يعني ان الصورة ليست واضحة حتى الآن لدى رئيس الاتحاد السعودي على الرغم من ان القرار بيده فضلا عن ضرورة اعلان ذلك لصعوبة المرحلة وأهمية منح الصلاحيات والادوار للجان.