مساحة رأي .. الهلال من منصة الذهب إلى كرسي العلم !

لم تؤثر خسارة الهلال من شقيقه العين الاماراتي في أفراح الجماهير الزرقاء بالفوز بكأس سمو ولي العهد وبدت الخسارة شبه طبيعية على فريق خاض مواجهة نهائية استنزف فيها بدنيا ونفسيا أمام منافسه التقليدي النصر، وعاش نجومه ليلة فرح إجبارية لا أحد يرضى بالخسارة.
فكيف وهي حلت بالفريق الجماهيري البطل، لكن الظروف كانت أقوى والخصم العين مدجج بأسلحة فنية قوية أبرزها محترفوه الاجانب.
* أعتقد - ومن وجهة نظري الخاصة - من الخطأ العودة لسن الاقلام والالسن على الادارة ولاعبو الفريق لمجرد أن الفريق خسر فهذه كرة القدم والفريق ليس وحده في الساحة ليكسب على طول.
أنا لست ضد نقد الادارة، سواء رئيس النادي أو نائبه بطريقة هادفة وموضوعية، تشخص الاخطاء، وتقدم الحلول، أنا ضد التجريح تماما خاصة ما يحدث على مواقع بعض المنتديات، أو التواصل الاجتماعي.
اذ من السهولة بالعامية أن يضع الشخص رجلا على رجل، وهو يتفنجل الشاي ويبدأ يغرد بكلام جارح، الامور سهلة عليه لم يدفع ثمنا من صحته وجيبه ويخسر كثيرا ايضا من وقته والوقت المخصص لأسرته.
نعم الهلال يحتاج لغربلة فنية كبيرة وهناك خلل كبير في منطقة المحور وأجانبه لم يعودوا مؤثرين، وهو يسير بعد توفيق الله بروح الشلهوب وياسر والعابد والفرصة، بالطبع غير مواتية نظاميا لاحداث أي تغييرات، لكن المؤمل أن يتخطى الهلال على الاقل مرحلته الأولى آسيويا، ليتمكن من إحداث تغييرات إيجابية إن اراد مواصلة المنافسة.
* الهلال وبعد صعوده منصة الذهب وتحقيقة الكأس السادسة على التوالي والثانية عشرة محققا أرقاما قياسية غير مسبوقة انتقل من ساحة الكرة أو الرياضة الى ساحة العلم، وتوجه صوب الصرح العلمي الكبير، جامعة الملك سعود، عندما وقع كرسي الهلال لتطوير الرياضة المتضمن كل ما يخص الرياضة وسلبيات الاعلام وشغب الملاعب وغيرها، محققا أسبقية كعادته بشراكة متميزة بين جامعة العلم والنادي كجامعة للرياضة.
فهو نموذجي ربما يكون الوحيد الذي رعى واحتضن كل البطولات والانشطة الاجتماعية والثقافية، وحقق كوؤسها وهو المتوج ثقافيا كبطل للخليج في إنجاز فريد وأسهاماته في الاعمال الخيرية متواصلة ومشرفة، وربما هي من أسرار بقاءه وعلاقته الحميمية مع الذهب وهو باختصار "مخاوي الذهب".
* الكرسي العلمي الأزرق ستظهر نتائجه بإذن الله على المدى القريب، بشرط أن يبدأ حراكه ونشاطه مبكرا وفق كوادر علمية وإدارية وإعلامية تتعاون سويا لإنجاح فكرته كأول كرسي رياضي ليس على مستوى المملكة فقط، وإنما يتخطاه الى المستوى العربي والقاري.
وبما يخدم الهلال والجامعة ورياضة الوطن بشكل عام، كما يأمل منسوبو الطرفين الموقعين وكل الشكر لاصحاب فكرته وللقائمين عليه ولأعضاء شرف الهلال الذين تكفلوا بمبلغه، وأكدوا بعد نظرهم أن دعمهم لا يقتصر على البحث عن أنجازات كروية وإنما إنجازات علمية يعود نفعها على رياضة الوطن ويثقف الجماهير والشكر موصول لادارة النادي التي بذلت جهدا كبيرا حتى تحقق هذا الانجاز العلمي وتعمل خارج ميدان الكرة لحرم الجامعة.