في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ. عقل المباراة في الدوري المصري . سنحاول أن نكون مختصرين نوعا ما في تحليلات عقل المباراة والخاصة في الدوري المصري خاصة في البداية لأن جاهزية الفرق غير متساوية حتي إشعار أخر ربما يكون بعد خمسة أو ستة مباريات ..ونبدأ اليوم بتحليل مباراة الأهلي والمحلة سيناريو اللقاء لعب البدري بتشكيلة يغيب عنها خمسة لاعبين أساسين بسبب ظروف الإصابة أو الانتقالات ومع ذلك لم تشعر بأن الأهلي في مشكلة بسبب الغيابات واعتمد البدري مؤقتا على 4-2-3-1 بوجود إكرامي أمامه نجيب وجمعة وربيعة وشديد ثم عاشور وشهاب أمامهم السعيد ودومينك والسيد حمدي ثم عماد متعب في الأمام. بينما اعتمد إبراهيم يوسف على تكتيك يناسب ظروف فريقه واعتمد على 5-4-1 بوجود ناصر فاروق أمامه الخماسي علي عبدالمنعم واحمد خليل واحمد زكريا ومحمد رزق وإسلام صيام وفي خط الوسط نوح تيام وعمر يوسف ومحمود زين وهشام ابو خليل وفي الأمام أوسو. للدخول سريعا في أجواء المباراة نجد أن مع تكتل لاعبي المحلة في الخلف ومع اختلاف سرعات لاعبي الفريقين تواجد دومنيك وحمدي بجوار متعب لتتحول طريقة اللعب إلي 4-2-1-3 وبقي السعيد كصانع للعب واستغلالا لحمي البداية سجل الأهلي هدفا وأضاع أخر في 12 دقيقة. مع دخول رائد منسي أصبح للمحلة شكلا هجوميا ظهر قليلا على مدار أحداث المباراة ولكن كانت له فرصة وحيدة كانت كفيلة بالتعادل ومع زيادة سيرة الأهلي على وسط الملعب ودخول المحلة اجواء المباراة كان لزاما على البدري أن يغير من تكتيك الفريق. 4-2-2-2 بتراجع دومنيك قليلا لليسار واحتلال السعيد للجبهة اليمني ودخول حمدي مع متعب في الامام ولكن ظهر التساؤل .. من يحتل مركز صانع الألعاب ؟ قبل إصابة الكابيتانو ( غالي ) كان هو الوحيد القادر على القيام بصناعة اللعب من مركز الوسط المدافع ويصبح النقطة الثالثة بين جناحي الفريق وخلف رأسي الحربة وقدرة غالي ليست فقط في صناعة اللعب ولكن على تبادل الكرة سريعا مع رباعي المقدمة وتبادل المراكز أيضا ولكن كما نعرف فمن الصعب ان تتكرر مهارات لاعب في لاعب اخر في نفس المركز. شهاب الدين احمد .. كان هو اختيار البدري الثاني بعد أن لعب ربيعة في مركز الظهير الأيمن ولكن قدرات شهاب الجيدة في التمرير المباشر كان يلزمها تحركات كثيرة وغير مباشرة من رباعي المقدمة في ظل ركون المحلة للعب بتسعة مدافعين. ما حدث في تغيير تكتيك الأهلي هو التالي .. احتلال الأجنحة لطرفي الملعب ثم الدخول للعمق وسحب ظهيري الجنب وفي تلك اللحظة يبدأ رامي ربيعة أو شديد في الخروج للأمام في انتظار تمريرة شهاب وإرسال عرضية ..شاهد الفيديو التالي : رامي ربيعة في مركز الظهير الأيمن مفيد دفاعيا ولا يمكن أن أحكم عليه هجوميا في ظل مواجهته للمحلة ولكن هناك ميزة جيدة فيه أن عرضياته بقوة مناسبة كما أن لديه سرعة انطلاق ممتازة سيبقي السؤال واضحا هى يستطيع أن يؤدي بنفس هذا المستوي أمام فرق أكثر قوة ؟ يبدو أن صرامة البدري قد أتت بثمارها على دومينك الذي لعب مباراة جيدة وناهيك عن المستوي فقط ظهر لديه شيئا جديدا .. التعاون مع الزملاء وأستطيع القول لو أن دومينك إستمر على هذا المستوي بدون إصابات وبنفس التعاون سيكون بمثابة صفقة جديدة للأهلي أحمد شكري وتريزيجه وأحمد عبد الظاهر كانت مباراة وفرصة ذهبية لهم لإثبات وجودهم في ظل انهيار المحلة في النصف الثاني من المباراة وأعتقد أن البدري يحاول إعداد بدلاء للبدلاء والذين أصبحوا أساسين في هذا الجزء من الموسم ويهتم اكثر بإشراك لاعبي الجزء الأمامي لمنحهم أكبر فرصة من اللعب. النقطة السابقة قد تعني أن صديق ربما تكون فرصته معدومة في اللعب لذلك يجب على ظهير أيمن الأهلي أن يبذل الكثير في التدريبات كي يحتل مكانا رئيسيا ولا ييأس ولعل تجربة السيد حمدي ودومنيك تؤكد أن المستحيل في الأهلي ممكنا. نقطة اخيرة وددت أن أشير إليها .. تحية لإدارة الأهلي للسماح بإعارة لاعبيها فالإحتراف لا يعترف بالعواطف وخزينة النادي لا تكفي بمتطلبات التجديد وأعتقد إن غياب اللاعبين أربعة أشهر ( فعلية ) عن النادي شىء غير مؤثر في ظل توافر البديل. للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك إضغط هنا