عقل المباراة.. بالفيديو : الكلاسيكو !! .. من كان يمسك بالذراع ؟

في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارئ.
في كل مرة يتكلم فيها المحللون عن الكلاسيكو لا بد أن يجدوا شيئا جديدا يتحدثون عنه خاصة بعد كثرة لقاءات الكلاسيكو مع قدوم مورينيو إلي النادي الملكي فأصبحنا نري أربعة لقاءات كلاسيكو في العام وفي فترات متقاربة وفي كل مرة نقول لا يوجد جديد فأسلوب الفريقين بات معروفا للمشاهد العادي فما بالك بالمحلل .. ولكن ؟
أجواء الكلاسيكو نفسها هي التي تحدت أمس كل قواعد المنطق فبالأسلوب العلمي يجب أن يكون هناك خطة وتكتيك معين يلعب به المدربون ولكن لاعبي الفريقين أمس قررا أن يلعبا بالهجوم والهجوم فقط حتي نري كلاسيكو من نوع أخر
كلاسيكو PES13

بدأ الميرنيجي بتشكيلة دفاعية تلعب لأول مرة سويا بتكتيك 4-2-3-1 ففي حضرة لوبيز كحارس للمرمي كان هناك فاران وكارفالهو وأربيللوا وإيسيان في الدفاع أمامهم خضيرة وألونسو ثم رونالدو وأوزيل وكاييخون خلف بنزيمة.
جوردي روا لعب بنفس التكتيك 4-1-2-3 بالبدء ببينتو كحارس المرمي وألفيس وبيكي وبويول وألبا ثم بوسكيتس وشافي وفابريجاس وفي الأمام إنيستا وميسي وبيدرو.
يبدو أن لاعبي الفريقين ومدربيهم قد تأثروا كثيرا بمشاهدة ألعاب البلاي ستيشن فقرروا الهجوم بخمسة لاعبين وترك خمسة في الدفاع بأشكالهم المتعددة لذلك أنسي التكتيك والتحليلات المعتادة فاليوم سنحلل معا بطريقة ألعاب الفيديو جيم.
البداية من التشكيل فمورينيو قرر الاعتماد مضطرا على إيسيان كظهير أيمن وجعله يدخل في العمق كثيرا لمساندة ألونسو وخضيرة في مواجهة ثلاثي البرسا مع إعطاء تعليمات لكاييخون بالتراجع لمركز الظهير في أوقات كثيرة ليقوم بالتغطية ومراقبة البا.
كثيرين ممن يلعبون PES بنسخها المتعددة يحب لاعبا ويحب أن يأخذه معه في كل نسخة جديدة إلي النادي الذي يلعب به هذا ما فعله مورينيو مع كارفالهو وبالرغم من إشراكه لألبيول في المباريات السابقة إلا أنه قرر الإعتماد على من يحب أن يراه تماما مثلما نلعب نحن امام أجهزة البلاي ستيشن.
هل لعبت FIFA من قبل ؟ .. هذه اللعبة تتيح لك أن تسطر اسمك كمديرا فنيا ومع تحقيقك لنتائج تستطيع شراء لاعب الذي تريده ولكنك في حالة شراء لاعب عالي المستوي وكبير في العمر فإنك ستري اسمه مختفيا بعد عام على أن يحل لاعب أخر بنفس شكله ولكن بعمر أقل ومستوي أقل نوعا ما استعدادا لبناء أسطورة جديدة .. لماذا هذه المقدمة ؟ ... الإجابة : فاران
فاران يمكن ان تقول أنه استنساخ لمدافعين كثرة سابقين بسمات أفضل فمع صغر سنه يمكن أن تقول أنه أسرع من بويول وأقوي من فيرديناند وأكثر حنكة في استخلاص الكرة من تيري وأكثر حضورا من مالديني وأكثر هدوءا من بيكنباور ..لو أنني أخشي أن تمل عزيزي القارئ لرجعنا بالحقبة الزمنية إلي أبعد من هذا ..باختصار فاران كان هو العنصر الذي ينقص دفاع الريال لإعادة هيكلة تشكيلته.
ماذا عن الجانب الاخر برشلونة .. بالتأكيد ممن يلعبون بهذا الفريق يحبون التناقل الكثير بالكرة ومحاولة محاكاة الفريق في الحقيقة بالوصول إلي قلب منطقة الجزاء والتمرير والتسجيل ولكن يبدو ان من كان يمسك بالذراع أمس قرر تغيير شكل اللعب أيضا.
اللعب المباشر ..ربما كان لقاء الأمس هو أكثر مباريات برشلونة مباشرة في أسلوب اللعب بالهجوم السريع المندفع ولم يتناقل الكرة كثيرا إلا بعد هدف التقدم في فترة تفوق ساحقة دامت لعشر دقائق قبل أن يستفيق مدريد مرة اخري.
اللاعبون في برشلونة هذه المرة كانوا أصحاب القرار فمستحيل أن يلعب بيكي وبويول بهذا المستوي بعد غياب طويل حتي مع بعض الهفوات إلا انني لم أري هذا الثنائي بهذا المستوي منذ السداسية التاريخية لبرشلونة ويبدو أنهم قررا أن يعيدا كثير من الرونق اللذان مازال يحتفظان به في اللعبة ونقلها إلي الحقيقة مرة أخري.
كل ما سبق رائع بالنسبة للمشاهد ان يري كرا وفرا وهجوم مستمر ولكن الأمر كان كارثيا لو نظرنا إلي تحليل الأداء فالفريقين ارتكبا خطأ وحيدا ولكنه كان كفيلا بتحويل الكلاسيكو إلي لعبة.
لا يوجد خط وسط .. هذا باختصار هو حال الفريقين في مباراة الأمس باستثناء دقائق قليلة فخطي وسط الفريقين إما ان كان مندفعا نحو الهجوم بشدة فتراه الكرة تصل من مدافعي الفريق إلي الهجوم مباشرة وانفرادات لا حصر لها وإما أن يلحق به لاعبو الوسط ويتم تعطيل الهجمة لثواني يلتقط فيها اللاعبون أنفاسهم ووقتها يصبح لا وجود لكلمة الضغط على حامل الكرة ..شاهد الفيديو التالي :
في النهاية يبقي للكلاسيكو مذاق خاص وكما قلنا قرر اللاعبون ان يمنحا المحللين فرصة للهروب من شرح تكتيك المباريات المعتادة وقرروا جميعا ان يلعبون ولو لمرة واحدة كما نلعب نحن ولكن يبقي السؤال .. من كان يمسك بالذراع أمس ؟
للتواصل مع الكاتب عبر فيسبوك إضغط هنا