يغيب عضو شرف الاتفاق هلال الطويرقي كثيراً عن واجهة الأحداث في النادي الشرقاوي، ثم يظهر بحوار موسمي على عادته ليحرك من خلاله المياه الراكدة، وذلك عبر تجديفه عكس التيار، وكأنه من خلاله يريد أن يقول في كل مرة: أنا هنا! لاشك ولا ريب أن "أبا خالد" حين يقول: أنا هنا، لا يكون ذلك على طريقة "إعرابي بئر زمزم" فهو شخصية اجتماعية، واقتصادية، ورياضية لها حضورها الفاعل، وحراكها المتوقد في كل تلك الميادين بما يملأ السمع والبصر؛ لكنه يقول ذلك من أجل تذكير أبناء النادي بأنه حاضر بينهم وإن غاب عن أنظارهم. قبل أيام خرج "الدكتور" الاتفاقي بلهجة هادئة على غير عادته، لكنه مرر عبر ذلك الهدوء الذي أراه مصطنعاً ومحبوكاً رسائل ملغومة تلقفها "الرئيس الذهبي" بإدراك تام لمغزاها، ومن ذا الذي يمكنه أن يفهم الطويرقي أكثر من رفيق الماضي، وغريم الحاضر؟! في ذلك الحوار قال الطويرقي بمواربة مفضوحة إن على عبدالعزيز الدوسري أن يسلم مفاتيح النادي لجيل الشباب من أبناء الاتفاق، وأنه قد بات من الواجب عليه أن يتخلى عن "الأنا والتفرد" في قيادته للنادي، وقال أعظم من ذلك بشكل غير مباشر، حين أكد غير مرة ضرورة عدم العيش في الماضي، وأن يتم النظر للمستقبل، وأن "فارس الدهناء" لن يبرح كبواته طالما ظل في مضمار السباق ينظر للوراء! رسائل الطويرقي الملغومة تبعها تأييد في اليوم التالي من رئيس هيئة أعضاء الشرف عبدالرحمن الراشد الذي تحدث من دون "لف أو دوران" وبطريقة مباشرة وعنيفة حيث قال بوضوح تام وعلى غير عادته: "إن وقت الشباب قد حان"!، مشدداً على أن ثمة من هم جاهزون لتسلم دفة قيادة النادي في حال ترّجل الدوسري، بل إنه كسر الجرة حين قال له بفم ملآن: "لو دامت لغيرك ما وصلت لك". تصريحات الطويرقي والراشد التي بدت مرتبا لها بإتقان هزّت أركان النادي الدمامي، وباتت الإدارة تتحضر لإصدار بيان عنيف، وسيصدر حتماً فليس عبدالعزيز الدوسري من يهرب من هكذا مواجهة؛ وهو الذي يدرك أن الصمت عليها من شأنه أن يهز الأرض من تحت أقدامه، خصوصاً مع ظهور حالة تململ واضحة ومحسوسة عند الجماهير، وقطيعة لافتة من الشرفيين من شأنها أن تزيد الضغوطات عليه. الصحيح في هذه المواجهة أن غالبية أنصار الاتفاق بمختلف فئاتهم لا يترقبون بيان الإدارة فاللغة التي ستصدر باتت محفوظة عن ظهر قلب، بالقدر الذي يحفظون تصريحات الطويرقي الموسمية، وهم يتعاطون مع الموقف بتبلد واضح، فهم يدركون أنه وعلى رغم من تبنيه موقفاً معارضاً لسياسات الدوسري، إلا أنه لا يملك مشروعاً للتغيير، ولذلك فهم لن يركبوا موجته، خشية أن يتركهم في عرض البحر ويرحل كما يفعل في كل عام! أعظم من ذلك فإنني أرى كثيرين من أنصار النادي قد بدأوا لا يعيرون تصريحات الطويرقي ذلك الاهتمام الذي يعيره الدوسري، والسبب بوضوح أنهم باتوا ينظرون إليها على أنها مجرد كلام ليل ينقشع في كل مرة مع أول خيط من خيوط النهار، وبشكل أكثر وضوحاً فهم يرونها "كلام جرايد" كما قال ذلك في لحظة قهر اتفاقي غيور، قبل أن يضيف بقوله: إن كان الطويرقي يريد اقتلاع الدوسري من كرسي الرئاسة فهذا الميدان يا هلال!