لن يكون البرازيلي ريكاردو كاكا لاعب ريال مدريد الإسباني آخر من فشل في الحفاظ على مستواه بعد انتقاله لناد جديد، كما لم يكن الأول في هذا الأمر إذ أن العديد من اللاعبين سقطوا في الأمر ذاته. وكان انتقال كاكا من ميلان إلى ريال مدريد صيف 2009 مقابل 67 مليون يورو أحدث ضجة هائلة في أوساط الكرة العالمية وتوقع الجميع انفجار نجم السيليساو في الملاعب الإسبانية مع الريال إلا أنه خيب ظنونهم وظهر بمستوى متذبذب ساهم في ذلك تعرضه لمجموعة من الإصابات المتتالية. وقضى "ريكاردو إيزكسون دوس سانتوس ليتي" وهو الاسم الحقيقي لكاكا ثلاثة مواسم بين لاعبي ريال سجل فيها 24 هدفًا وقدم 28 تمريرة حاسمة لكن لم تكن له مكانة ثابتة في تشكيل البرتغالي جوزيه مورينيو الذي يقود فريق العاصمة الإسبانية الآن للموسم الثالث على التوالي. وقبل بداية الموسم الحالي 2012 / 2013 حاول مورينيو التخلص من اللاعب خاصة بعدما قدم مستوى سيئا في الدقائق التي لعبها أمام بايرن ميونخ الألماني في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا 2012 وإهداره لركلة جزاء ساهمت في خروج الفريق من البطولة، لكن العروض التي وصلت للاعب لم ترتق لتطلعات الإدارة المدريدية. وأبعد المدرب البرتغالي اللاعب عن تشكيلته الأساسية طوال الموسم الجاري إلى أن جاءت مباراة الريال ضد ميوناريوس الكولومبي في كأس سانتياجو برنابيو لتضع حدا لذلك الخصام حيث سجل كاكا ثلاثة أهداف "هاتريك" استرجع بها اللاعب جزءا من ثقة مدربه ليضعه في حساباته مجددا لدرجة إشراكه أساسيا أمام أياكس ثم بديلا في مواجهة برشلونة الأخيرة. وتعيد "قصة" كاكا مع ريال مدريد الأذهان إلى ما حدث مع مورينيو نفسه عام 2006 حين كان مدربًا لتشيلسي الإنجليزي الذي تعاقد في ذلك الوقت مع النجم الأوكراني أندريه شيفشينكو هداف ميلان الإيطالي وسط توقعات بنجاح ساحق لأفضل لاعبي أوروبا 2004 مع الفريق اللندني. وحاول الاستثنائي إعطاء شيفا فرصته كاملة بجوار الفيل العاجي ديديه دروجبا في هجوم الزرق لكن الأوكراني بدا يبعد بمسافات عن مستواه المبهر مع الروسونيري واكتفى بتقديم لمحات قليلة لم تصنع له تاريخا بين جمهور الفريق قبل رحيله عن النادي بعد موسمين سجل خلالهما 21 هدفًا فقط في جميع المسابقات. وما يجدر الإشارة إليه أن شيفشينكو لم يتمكن من استعادة مستواه حتى بعد رحيله معارا لبيته القديم ميلان ليعود أدراجه إلى دينامو كييف الأوكراني حتى اختتم مسيرته بنهاية يورو 2012. وتكرر السيناريو بحذافيره مع مورينيو عام 2008 عندما انتقل المدرب لقيادة فريق إنتر ميلان الإيطالي وأقدم على تغيير شكل النيراتزوري الهجومي باللعب بجناحين يمينا ويسارا ووقع اختياره على البرتغالي ريكاردو كواريزما والبرازيلي أليساندرو مانسيني لتنفيذ خططه. كواريزما كان أحد أفضل الأجنحة على مستوى العالم مع بورتو واشتهر بمهاراته العالية وقدرته على الاختراق وتسجيل الأهداف من الكرات المتحركة والثابتة، بينما كان مانسيني ثاني أهم لاعب في روما بعد القائد فرانشيسكو توتي وعنصرا ثابتا وأساسيا في تشكيل المدرب لوشيانو سباليتي. وانتظر جمهور الأزرق والأسود ظهورا مثاليا للثنائي الجديد تحت قيادة "المو" في ديربي الغضب أمام ميلان سبتمبر 2008 إلا أن اللاعبان خذلا جميع من ينتمي لقميص الإنتر ولم يقدما شيئا يذكر في الديربي الذي خسره فريقهما بهدف لرونالدينيو، وفشلا فيما بعده فشلا ذريعا وسرعان ما ابتعدا عن التشكيل الأساسي للفريق. ونال كواريزما بعد نهاية الموسم، الذي أعير في منتصفه إلى تشيلسي، لقب أسوأ لاعبي الدوري الإيطالي، ورغم ذلك عاد مجددًا إلى إنتر بعد رحلته القصيرة غير الناجحة في لندن أملا في حجز مكانة ثابتة في تشكيل مورينيو بعد اعتزال مواطنه الأسطورة لويس فيجو لكنه أخفق مجددًا ورحل في صيف 2010 دون أن يشعر به أحد إلى بيشكتاش التركي. أما مانسيني فقضى موسمين هو الآخر مع النيراتزوري دون أن يترك أي بصمة حيث سجل خلالهما هدفا واحدا فقط ولم يسترجع اللاعب مستواه مطلقا حتى بعد إعارته للغريم ميلان في شتاء 2010 ليعود بعد نهاية الموسم الثاني إلى بلاده البرازيل.