عقب انتهاء مباراة الاتحاد والشباب قبل عشرة أيام في دوري زين، قال البلجيكي ميشيل برودوم مدرب الليوث في المؤتمر الصحفي إن كرة القدم مثل الحياة، بها أشياء نتقبلها رغمًا عن أنوفنا ولا نستطيع اتخاذ أي إجراء من شأنه رد ضررها.. تذكرت هذا التصريح العظيم من الأسطورة البلجيكية، في أعقاب مباراة الهلال والاتفاق في نهائي كأس ولي العهد أمس، وحينها تساءلت لماذا يقرر الكرواتي برانكو مدرب الفريق الاتفاقي إيذاء نفسه متعمدًا، رغم أن مقاليد الأمور كلها بين يديه! بدون الدخول في مقدمات، لا يمكننا الحديث عن المباراة دون أن نعرج على سقطة التشكيل بالنسبة للاتفاق –في وجهة نظري- وهو مركز الظهير الأيسر، الذي قرر برانكو الدفع فيه بالعماني حسن مظفر، وحدث ما حدث. في الحقيقة لا أعلم كيف تمتلك عكّاش ولا تشركه من البداية.. فقرار الدفع بمظفر وإبقاء ظهير الأخضر الأولمبي بجوارك، كان بالنسبة لي كمن يفضّل إشراك جيروم بواتنج بدلا من فيليب لام أمام البرازيل في نهائي كأس العالم! وبالعودة إلى المباراة سنجد أن هذا الخطأ وبكل وضوح أفسد مجهود الفريق في البطولة بأكمله وأعطى الهلال الكأس على طبق من ذهب. بالطبع لا أريد من كلامي إبخاس أحقية الزعيم باللقب، بقدر ما هو وضع للنقاط على الحروف لأنه كما يقولون في المنطقة الخليجية لا يصح إلا الصحيح. ولا عجب أن نجد هلالا كاسحًا خلال الشوط الأول بينما يتراجع أداؤه في نصف المباراة الثاني، بعد خروج مظفر ودخول عكاش الذي أعاد ترتيب أوراق الاتفاق مرة أخرى، وأظهر الفريق القادم من الدمام بهيئته التي أجبرت الجميع على احترامها طوال موسم هو الأفضل في العشر سنوات الأخيرة على الأقل بالنسبة لفارس الدهناء. ورغم أنني دائمًا كنت أرفض تحميل لاعب واحد مسئولية هزيمة فريق بأكمله، عند التفكير في الأمر بشكل منطقي، غير أن ما صنعه برانكو يجبر الجميع على ظلم مظفر بعد أن تسبب في هدفي فلهلمسون والعابد، وكانت جبهته مثل أحد شوارع الرياض تفنّن لاعبو الهلال في بناء الهجمات من خلالها دون حسيب ولا رقيب. وبدخول عكاش بدلا من مظفر، انتهى إبداع الظهير الأيمن الأزرق سلطان البيشي ولم تُفلح التبديلات واللوغاريتمات التي دأب مدرب الهلال على فعلها، عقب خروج "ويلي"، في إيجاد حل يفك شفرة الجبهة اليسرى للاتفاق مجددًا، حيث فشل سالم الدوسري وأحمد الفريدي ونواف العابد في المرور أمام عكاش بعد تناوبهم اللعب في مواجهة الأخير بقرار من هاشيك. ولم يتوقف الأمر عند كارثية الأداء الدفاعي لمظفر فقط، إذ فشل الدولي العماني أيضًا في صنع ولو هجمة واحدة منظمة طوال المباراة مثلما كان عكاش يفعل دومًا. ويجدر بنا الإشارة هنا إلى أن ظهير الأخضر الأولمبي هو من تسبب في وصول الاتفاق إلى النهائي بما فعله في جفين البيشي مدافع الأهلي. وقبل أن يتحجج البعض بعدم جاهزية عكاش لبدء المباراة أو أشياء من هذا القبيل، أذكّر الجماهير والمسئولين، بأن فضيلة المدربين دائما تكمن في المبادرة.. فقد اعتدنا منهم أن يكونوا الدروع البشرية وحمّالين الأسيّة وغيرها من الأوصاف التي قد تضيع هباءً إن لم ينضم إليها عامل الحسم الذي لا يليق غيابه في مثل هذه النهائيات.