تلعب وسائل الإعلام دورا هاما في العملية الانتخابية، سواء من خلال التوعية والتحفيز على المشاركة بشكل عام، أو من خلال مساعدة الناخبين على تكوين قناعاتهم، والاختيار بين المرشحين والمفاضلة بين البرامج الانتخابية المطروحة. في هذا السياق فإن مؤسسة ماعت للسلام والتنمية وحقوق الإنسان ومن خلال " مرصد الانتخابات الرئاسية – مصر 2014 " تهتم برصد وتقييم أداء وسائل الإعلام المختلفة خلال العملية الانتخابية، بهدف التحقق من مدى التزام هذه الوسائل بالتشريعات المنظمة. وقد أصدرت ماعت التقرير الأول والمتعلق بتقييم أداء وسائل الإعلام التي شملتها العينة خلال الفترة الزمنية من ( 26 أبريل 2014 – 2 مايو 2014 )، وهي المرحلة التي تسبق مباشرة مرحلة الحملات الانتخابية، وتشمل العينة ثلاث أنواع رئيسية وهي ن المواقع الإخبارية، البرامج التليفزيونية، صفحات التواصل الاجتماعي. كشفت نتائج التقرير عن أن الإعلام الخاص في مصر متحيز للمرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي في تغطيته بدرجة أكبر بكثير من نظيره المرشح الرئاسي حمدين صباحي، كما أن الإعلام الرسمي يحاول بقدر الإمكان تلمس الحياد، إلا إن نوعية التغطية ( وليس مساحتها ) تميل لصالح المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي بدرجة أكبر نسبيا. بالمقابل فإن تغطية الوسائل الإعلامية المحسوبة على المعسكر المناهض لثورة 30 يونيو وما بعدها تفتقد لمعايير الموضوعية والمهنية في تناولها للعملية الانتخابية، وتتخذ في مجملها موقفا سلبيا في تغطيتها للعملية الانتخابية، ثم إزاء المرشح الرئاسي عبد الفتاح السيسي بدرجة أكبر. بخلاف ذلك فإن توظيف بعض صفحات التواصل الاجتماعي لأساليب الشتم والسب بألفاظ ( مجرمة قانونا في كثير من الأحيان ) في حق المرشحين يعد أمرا غير مقبول على الإطلاق.