اتفق الخبراء حول أزمة الدولار وسبب اختفائه من السوق وأرجع البعض هذه الأزمة إلى رواج السوق السوداء فى الفترة الأخيرة سبب التلاعب وغياب الرقابة بينما أرجع البعض ذلك إلى زيادة الطلب، وقالوا إن هناك حالة من الركود تعم السوق المصرية حاليًا. أكد محسن الخضيرى، الخبير المصرفى: إن سبب اختفاء الدولار من السوق يرجع إلى رواج السوق السوداء فى الفترة الأخيرة، حيث يتم التلاعب بالسوق فى الوقت الذى تغيب فيه الرقابة. وطالب "الخضيرى" البنك المركزى بضرورة التدخل لضبط الأسواق المصرفية من أجل توفير العملات لتمويل عمليات الاستيراد خاصة بالسلع الأساسية والمواد الخام اللازمة للمصانع والشركات، والتى تساهم بشكل كبير فى مشكلة التضخم بسبب عرض السلع بأسعار تفوق قدرة المواطن المالية، مما يدفعه إلى الوقفات الاحتجاجية للمطالبة بزيادة الأجور وتعطيل عجلة الإنتاج. وقال محمد الأبيض، رئيس الشعبة العامة للصرافة باتحاد الغرف التجارية: إن هناك نقصًا شديدًا فى "الدولار" بالسوق، مرجعًا ذلك إلى كثرة الطلب عليه، بالإضافة إلى خوف بعض العملاء من ارتفاع أسعاره أكثر من ذلك.. متوقعًا أن يرتفع سعره بالسوق السوداء ليصل إلى 8 جنيهات. وأشار الأبيض إلى أن التذبذب الواضح فى سعر الجنيه يرجع جزء أساسى منه إلى عدم الاستقرار الذى سببته حالة الغموض الحالية بالجهاز المصرفى الآن. وقال على الحريرى، سكرتير عام شعبة الصرافة بالاتحاد العام للغرف التجارية، إن المعروض من الدولار قليل جدًا فى سوق الصرف، خاصة مع توقف البنوك عن إمداد شركات الصرافة العملة المطلوبة، وقال: إن البنوك أعطت الشركات ما تحتاجه من العملات لمدة أربعة أيام متتالية، ثم توقفت بعد ذلك، موضحًا أنها ستكفى احتياجات المستوردين للسلع الغذائية والأساسية فقط. وأوضح "الحريرى" أن سعر الدولار هو 6.74 جنيهات، ولا توجد سوق سوداء للصرافة الآن، لعدم وجود موارد لتحصيل العملة. وقال الخبير المصرفى أحمد آدم، أن هناك ندرة فى الدولار خلال الوقت الحالى، وأن شركات الصرافة تعمل على عدم صرف الدولار إلا فى حدود معينة لا تتجاوز 50% من القيمة التى يطلبها العميل. وأوضح "آدم" أن العملاء لا يرغبون فى بيع الدولار، نظرًا للاحتفاظ بقيمته العالية والزيادة المستمرة له، متوقعًا أن يتم تزايد الطلب على شرائه، مرجعًا ذلك إلى ارتفاع قيمته أمام العملة المحلية. وأضاف أحمد خضرون، مسئول بإحدى شركات الصرافة الكائنة بوسط القاهرة: إن أغلب الصرافات تعانى نقصًا شديدًا فى الدولار، وذلك لليوم الثانى على التوالى، نتيجة رفض البنوك توفير العملة اللازمة، وأضاف أن سعر الدولار ارتفع فى السوق السوداء ليسجل 7.80 جنيهات، مشيرًا إلى أن مسئولين بالبنك المركزى والبنوك المصرية يعملون بالسوق السوداء. من جانبه، قال مصطفى خالد، أحد العاملين بشركة صرافة بمنطقة وسط البلد، إن هناك حالة ركود شديدة فى التعاملات بسبب قلة المعروض من الدولار.