هو شاعر المناسبات الوطنية والقومية، وهذا لا يمنع من أنه قدم دواوين شعرية فى الحب والغزل والغرام، وكذلك فى الرثاء والشعر التقليدى، ولد عام 1881 لأب هو علماء الأزهر بمدينة رشيد، التحق الشاعر على الجارم بالأزهر الشريف ثم بكلية دار العلوم؛ ليسافر بعد ذلك فى بعثة دراسية إلى انجلترا عام ،1908 درس فيها أصول التربية بجامعة بتوتنجهام، وعين وكيلاً لدار العلوم حتى عام 1942، واختير عضوًا مؤسسًا لمجمع اللغة العربية وظل طوال حياته مدافعًا عن اللغة العربية وأحد المغتربين بها حتى صار أحد رواد تعليم اللغة العربية.. وكان أحد دعائم لجنة الأصول، وهى اللجنة التى زودت المجمع اللغوى بالقواعد التى يقوم عليها التعريب والاشتقاق والقياس. يتميز شعر على الجارم بإحساس مرهف وذوق رفيع وتعددت صوره الشعرية، ووصفه د. أحمد هيكل عميد كلية دار العلوم وقتها بأنه أحد أعلام الاتجاه المحافظ فى الشعر الحديث هذا الاتجاه الذى التزمه محمود سامى البارودى وأحمد شوقى ليملأ على الجارم الفراغ الذى تركه أمير الشعراء عن جدارة بعطائه الشعرى الوفير والغزير الذى يمثل طبقة سامية من طبقات الشعر المحافظ حتى أسس مدرسة المحافظين. حصل على الجارم على عدد من الأوسمة فيها وسام النيل 1919 ووسام الرافدين من المعراق 1936 كما منحته لبنان وسام الأرز 1947 عن قصيدته «العروبة» التى جاءت فى 77 بيتًا والتى قال فيها: بنى العروبة إن الله يجمعنا فلا يفرقنا من الأرض إنسان، لنا بها وطن حر نلوذ به إذا تناءت مسافات أو كان غدًا الصليب هلالاً فى توحدنا، وجمع القوم إنجيلًا وقرآنًا ولم ينل فروقًا. وصفه أحمد أمين، عميد كلية الآداب، وقتئذٍ أنه كان شاعرًا من الطراز الأول، مشرق الديباجة، رحين الأسلوب، وكان شعره مرحًا ضاحكًا حتى إذا أصيب بفقد ابنه تلون شعره بلون حزين باكٍ فكان يجيد فن الرثاء والحسرة على قوات الشباب. توفى على الجارم فى 8 فبراير عام 1949 وهو حاضر تأبين محمود فهمى النقراشي. من مؤلفاته فى الرواية أدبية «الذين قتلهم شعرهم» و«فارس بنى حمدان» و «الشاعر الطموح» وهى دراسة عن شخصيته المتنبى، الفارس الملثم، خاتمة المطاف، السهم المسموم، سيدة القصور، وغادة رشيد، هاتف من الأندلس، نهاية المتنبى هذا إلى جانب عدد من الكتب المدرسية فى النحو والبلاغة.