شنّت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، هجومًا عنيفًا على منظمة العفو الدولية، وذلك جراء علاقة المنظمة الدولية بالعضو في تنظيم القاعدة "معظم بيك"، الذي اعتقلته السلطات البريطانية أول أمس، بتهمة دعم الإرهاب، والمشاركة في معسكرات تدريب إرهابية في سوريا. وفي حين لم تتوقف الصحيفة عند هذه الواقعة، إلا أن هذه الشخصية، أيّ "معظم بيك"، هو الشخص نفسه الذي قاد من خلال منظمته الوهمية حملة الدفاع عن الإخواني المقبوض عليه في الإمارات، محمد الجيدة، وهو ما رأى فيه مراقبون مؤشرًا إضافيًا على العلاقات الوثيقة بين تنظيم الإخوان الإرهابي، وتنظيم القاعدة، وحجم التنسيق القائم بينهما، والذي ازدادت وتيرته كثيرًا بعد إطاحة نظام الإخوان في مصر. بدأت الصحيفة مقالها بالتذكير بكلام مسئول كبير في العفو الدولية: "هل يتناقض الجهاد دفاعًا عن النفس مع مبادئ حقوق الإنسان؟ جوابنا هو كلا". بهذه الكلمات أجاب الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، في فبراير (شباط) 2010، على النقد الذي واجهته المنظمة الدولية حين وضعت المعتقل السابق في غوانتانامو معظم بيك، على ملصق يحتج على ما زعمت المنظمة أنه ممارسات مرعبة تنتهجها الولاياتالمتحدة في حربها على الإرهاب". وتضيف الصحيفة: "ما يستدعي استحضار الواقعة السابقة اليوم هو حقيقة أن السلطات البريطانية قامت باعتقال السيد بيك، بتهمة مشاركته في معسكرات تدريب إرهابية وتسهيل الإرهاب في سوريا.". وتقدم الصحيفة خلفية عن هذا الرجل: "وقد تم القبض على بيك، وهو مواطن بريطاني من أصل باكستاني، عام 2002 في باكستان، وجرى نقله إلى غوانتانامو. وبعد فترة وجيزة من إطلاق سراحه في 2005، بدأت منظمة العفو الدولية بمشاركة الأنشطة مع السيد بيك، واصفة منظمته القائمة في بريطانيا والتي تدعى "كايج بريزونرز"، بأنها "من منظمات حقوق الإنسان الرائدة"، ودعته إلى إلقاء خطاب في مؤتمرها السنوي في بلفاست عام 2006. وتقول الصحيفة بعد ذلك: "تجاهلت العفو الدولية أن السيد بيك كتب مقالات الإعجاب بحركة طالبان. كما لم يثر حفيظة المنظمة أنه بجانب عمله في "حقوق الإنسان"، فإن السيد بيك كان يقوم بمقابلات مليئة بالمحاباة مع قادة في تنظيم القاعدة ومنهم الإرهابي أنور العولقي". وتورد وول ستريت جورنال واقعة بارزة في هذا المجال، ففي عام 2010، "أعلنت السيدة غيتا شاغال، التي كانت ترأس وحدة "الجندر-النوع" في المنظمة، بإعلان معارضتها علانية للترويج لآراء "أحد أشهر داعمي طالبان في بريطانيا"، من خلال المنظمة. فكان الردّ تعليق عملها في العفو الدولية، ثم طردها بعد ذلك. وفي حديث مع وول ستريت جورنال قالت السيدة شاغال، "لا أفهم كيف تتصالح العفو الدولية وغيرها من منظمات حقوق الإنسان مع حقيقة أن أبحاثها وحملاتها لطخت" من خلال علاقاتها مع السيد بيك. وفي بيان للعفو الدولية، قالت ردًا على ذلك إن "علاقتنا مع السيد معظم بيك، تقوم على أساس أنه من ضحايا انتهاك حقوق الإنسان.. وكل شخص له الحق باعتباره بريئًا حتى تثبت إدانته في محاكمة عادلة". "هذا صحيح"، تضيف الصحيفة، "إلا أنه في حال ثبتت التهم على السيد بيك في المحكمة، فإنه سينضم بذلك إلى قائمة من معتقلي غوانتانامو السابقين، ومن بينهم سعيد الشهري، السعودي المشهور بمشاركته بتأسيس تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العرب، والإرهابي التركي إبراهيم سين، والعشرات غيرهما ممن عادوا إلى الانخراط في الجهاد منذ إطلاق سراحهم". وتختم الصحيفة بالقول "إن هذه القصة تذكر بمشاعر العداء ضدّ أمريكا وبالإرباك الثقافي الذي أدى بالعفو الدولية إلى التحالف مع السيد بيك. إن العالم بحاجة إلى منظمات حقوق إنسان موثوقة أخلاقيًا. بيد أن العفو الدولية هي في الغالب ليست من هذه المنظمات".