توالت ردود الفعل الأوربية المنتقدة لنتائج الاستفتاء في سويسرا حول الحد من الهجرة، فقد توقعت المستشارة الألمانية "مشكلات كبيرة". وذهبت باريس في نفس الاتجاه واعتبرت أن النتيجة تشير إلى أن سويسرا تريد الانغلاق على نفسها. توقعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل اليوم الإثنين أن ينجم عن الاستفتاء، الذي أيد فيه السويسريون الحد من الهجرة إلى بلادهم، مشكلات كبيرة. وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية، شتيفن زايبرت، إن "الحكومة الألمانية علمت بنتيجة الاستفتاء وتحترمه، لكن يبدو بلا شك أن هذه النتيجة ستؤدي إلى مشكلات كبيرة من وجهة نظرنا". وذكر المتحدث أنه على سويسرا التواصل مع الاتحاد الأوربي لتوضح كيف ستتعامل مع هذه النتيجة. وتوقع المتحدث أن يكون هناك محادثات صعبة حول هذا الأمر. وأضاف قائلا: "لكن يتعين أن يكون اهتمامنا هو الحفاظ على علاقات وثيقة بقدر الإمكان بين الاتحاد الأوربي وسويسرا". ومن ناحية أخرى، أوضح المتحدث أن المستشارة ميركل لا ترى الاستفتاء الأخير في سويسرا مدعاة لإجراء استفتاءات مماثلة في ألمانيا. وقال المتحدث "هذا الموضوع ليس مطروحا بالنسبة للحكومة الحالية.. الحكومة لا تهدف إلى إجراء تغييرات خلال الفترة التشريعية الحالية". وأشار المتحدث إلى أن اتفاقية الائتلاف الحاكم بين التحالف المسيحي المنتمية إليه ميركل والحزب الاشتراكي الديمقراطي لا تتضمن مثل هذه الخطط، موضحا أن نظام جمهورية ألمانيا الاتحادية ديمقراطي برلماني أثبت كفاءته عبر عقود. وفي نفس السياق، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس اليوم أن تأييد السويسريين للحد من الهجرة خبر سيئ لأوربا، مشيرا إلى أن الاتحاد الأوربي سيضطر إلى مراجعة علاقاته مع سويسرا. وقال الوزير الفرنسي لإذاعة ار.تي. ال "إن نتيجة التصويت مقلقة لأنها تعني أن سويسرا تريد الانغلاق على نفسها.. وفي ذلك تناقض لأن سويسرا تجري 60 بالمائة من تجارتها الخارجية مع الاتحاد الأوربي". وتابع "برأيي إنه خبر سيئ، سواء لأوربا أو للسويسريين، لأنهم سيدفعون ثمنا لانغلاق سويسرا على نفسها"، معتبرا أن "سويسرا وحدها لا تشكل قوة اقتصادية كبرى". وأضاف فابيوس "سنراجع علاقاتنا مع سويسرا" بعد قرارها اعتماد حصص للهجرة. من جهتها، أعربت المفوضية الأوربية عن "الأسف" لقرار السويسريين اعتماد حصص للهجرة وأكدت أنها "ستبحث تبعات هذه المبادرة على مجمل العلاقات بين الاتحاد الأوربي وسويسرا". وفي فرنسا المتاخمة لسويسرا التي يعمل فيها عدد كبير من الفرنسيين، رحب حزب الجبهة الوطنية اليميني المتشدد برئاسة مارين لوبن بنتيجة الاستفتاء. ونظم الاستفتاء بعنوان "ضد الهجرة الجماعية" بمبادرة من حزب أو دي سي لليمين الشعبوي المستاء من الارتفاع الكبير في عدد المهاجرين في السنوات الأخيرة منذ انضمام سويسرا إلى نظام حرية الحركة في أوربا المعمول به منذ 2002. ح.ز/ ش.ع (أ.ف.ب / د.ب.أ) هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل